بعد أن باتت القوة الضاربة الثانية لإيران في سوريا بعد حزب الله اللبناني، تواصل ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية التمدد ضمن الأراضي السورية بسلاحي "التشيّع والمال"، في استغلال واضح وصريح للأوضاع الاقتصادية الكارثية ضمن مناطق نفوذ النظام السوري والذي يعد أبرز المتسببين بهذه الكارثة التي يدفع ضريبتها المواطن السوري، فالفقر المدقع يعد أبرز أسباب قبول الشبان والرجال للانخراط في صفوف الميليشيات الموالية لإيران لاسيما ضمن المناطق التي تعاني من أوضاع معيشية كارثية، فميليشيا فاطميون يواصلون عمليات التجنيد لصالحهم في الريف الشرقي لحلب، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب تشهد تصاعداً ملحوظاً منذ مطلع شهر شباط (فبراير) 2021 وحتى الآن بعمليات التجنيد لصالح تلك الميليشيات عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي، إذ وصل تعداد المجندين خلال الفترة آنفة الذكر إلى أكثر من 520 شاب ورجل في تلك المنطقة، يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ينشط في بادية حلب الشرقي والتي تعد امتداد لمثلث حلب-حماة-الرقة.
تصاعد نفوذ "فاطميون"
وكان المرصد السوري أشار في الثالث من الشهر الجاري، إلى أن إيران لاتزال تعمل على ترسيخ نفوذها وتواجدها ضمن الأراضي السورية، عبر تغلغل الميليشيات التابعة لها في عموم المناطق السورية، متسلحة بسلاحي "المال والتشيّع"، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حملة كبيرة تقوم بها ميليشيا "لواء فاطميون" لتجنيد السوريين وضمهم إليها في الريف الشرقي لحلب، وعلى الرغم من أن "التشيع" والتجنيد لصالح الإيرانيين ليس بالجديد على مدن وبلدات وقرى ريف حلب الشرقي، إذ بدأ قبل 4 سنوات تقريباً، عبر أذرع الإيرانيين من جنسيات سورية وعلى رأسهم ميليشيا "لواء باقر"، مستغلين الأوضاع المعيشية الكارثية للمواطنين والفقر المدقع هناك حالها كحال معظم المناطق السورية، إلا أن لواء "فاطميون" دخل على الخط بقوة كما يقال بالعامية، وقام بإنشاء مكاتب وتقديم سخاء مادي للشبان والرجال مقابل "التشيع والتجنيد" تحت الجناح الإيراني، واستطاع منذ بداية شهر شباط (فبراير) تجنيد أكثر من 360 شخص حتى اللحظة من أهالي مسكنة والسفيرة ودير حافر ومناطق أخرى شرقي حلب.
رواتب تصل لـ100 ألف ليرة لكل متشيع
وكان المرصد السوري أشار في 28 شباط (فبراير) الفائت، إلى زيارة وفد شيعي من نبل والزهراء وأعضاء "مكتب أهل البيت" قرية الردة في ريف مسكنة، تلبية لدعوة أحد زعماء العشائر في المنطقة، والتقى الوفد مع عدد من شيوخ العشائر في مدينة مسكنة.
ويواظب رجال المذهب الشيعي على زيارة مناطق مسكنة، لنشر المذهب الشيعي بين أبناءها، الذين يُقبلون على رفع صور رموز المذهب الشيعي في منازلهم ويقدسون "آل البيت" لقاء مقابل مادي، إضافة إلى امتيازات معنوية، حيث يتقاضى المنتسبون الجدد للمذهب الشيعي نحو 100 ألف ليرة سورية.
وشهد أوائل شهر شباط (فبراير) 2021، تشجيع شيوخ العشائر للأهالي في مدينة مسكنة وقراها على اعتناق المذهب الشيعي، بإيعاز من قيادي في "لواء القدس" الإيراني، وكان وفد من المذهب الشيعي قد زار شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة ذاتها، ووعدوا المنتسبين بالرواتب والحماية.