أثارت القرارات الأخيرة التي صدرت عن رئاسة الائتلاف بإقالة عدد من الأعضاء وتغيير أربعة من ممثلي المجالس، الجدل حول إمكانية "إصلاح الائتلاف" لاسيما وأن تلك القرارات جاءت تحت بند "الإصلاح" و "ضرورات المصلحة العامة". فهل هناك نيّة بالفعل لإصلاح الائتلاف؟ وهل يمكن إصلاحه؟ وهل تعيد هذه التغييرات الثقة فيه؟
يرى الكاتب مصطفى النعيمي أن "التغيير الذي يحصل في مؤسسة الائتلاف الوطني يجب أن يكون وفق محددات النظام الداخلي الناظم للمنتسبين أو المكلفين داخله". ويضيف: "أنا أرى أن تلك الخطوة في الاتجاه الصحيح وتعبر عن حالة ديمقراطية ما زال الشعب السوري يتطلع إلى الحرية والمشاركة الدائمة في صنع القرار لاسيما بأنه قمع على مدار قرابة خمسون عاما".
أما الباحث وائل علوان، فيرى أن "الإصلاح في الائتلاف" عنوان عريض جرت تحته كثير من التغييرات، لكن إلى الآن لم يستطع الائتلاف أن يقترب من النظام الأساسي وطريقة هيكلته وأدائه وتعريفه لنفسه. ويضيف: "الائتلاف يحتاج الكثير، هو بحاجة إلى أن يعرّف نفسه أولاً، ثم دليل عمله، وأن يكون هناك آلية واضحة وشفافة لاختيار الأشخاص والكتل ومعايير واضحة لقياس أدائهم".
خطوة لا يستهان بها
من جهته يؤكد الكاتب مصطفى النعيمي بأن التصريحات الرسمية لرئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ سالم المسلط جدية وحقيقية في عملية الإصلاح داخل المؤسسة وان المرحلة القادمة تتطلب جهوداً كبيرة لكل من ساهم في الثورة السورية، وأن مسيرة الإصلاح تصب في مصلحة الثورة السورية على وجه التحديد.
ويضيف: "نعم لاشك أن التغيرات التي تجري في مؤسسة الائتلاف مطلب ثوري ويجب دعمها من كل المعنيين بإيجاد حلول حقيقية تساهم في الخلاص من النظام السوري وفي حال تصدر المشهد من شخصيات جديدة تحمل فكر وطني وتعمل على إقران ما تتحدث به إلى أفعال ملموسة تساهم في تخفيف مآسي السوريين ستعيد مستوى الثقة بين حلقتي الحاضنة الثورية والقيادات السياسية والتي من الممكن أن تعيد زخم الملف السوري وتعيده إلى صدارة المشهد الدولي مما سيفرض على المجتمع الدولي التفاعل الإيجابي مع القضية السورية ويحقق المزيد من المكاسب السياسية والتي ستنعكس بدورها إيجابيا على الواقع السوري عموما وصولا إلى الانتهاء من حقبة الدكتاتورية الأسدية".
أما الباحث وائل علوان فيرى أن الإقالات جاءت إما لعدم الفاعلية أو لخلق توازنات جديدة بين الكتل، فبعض الأسماء الذين تمت إقالتهم أسماء إشكالية وغير فاعلة، لطالما أوقعوا المعارضة والائتلاف نفسه في حرج أدائهم السياسي الضعيف.
ويضيف الباحث في مركز جسور للدراسات: "هذه التغييرات لاتكفي لإعادة الثقة بالائتلاف أو ليكون أداء الائتلاف وتفاعله االسياسي مختلف عمّا كان عليه سابقاً، هي خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها تحتاج إلى الاستكمال بخطوات كثيرة".