نيولاينز الأمريكية: شيوخ العلويين قتلوا السوريين ودعموا النظام طائفياً ضد السنّة

السبت, 19 فبراير - 2022
الشيخ على الخزام و عصام زهر الدين
الشيخ على الخزام و عصام زهر الدين

نشرت مجلة نيولاينز الأمريكية تقريراً مفصلا حول دور شيوخ العلويين في تشكيل ميليشيات لدعم نظام بشار الأسد، وساهموا بتأجيج الطائفية ضد السنّة.

وتعرضت الصحيفة قصة رجل الدين العلوي والقائد العسكري علي خزام، وقالت إن النظام استغل صورة "الشيخ العلوي المحارب" والذي شغل أيضاً منصب عقيد في جيش النظام، لتعزيز قاعدته الشعبية بين العلويين، إلا أن مقابلات مكثفة مع شقيقه الأكبر، فواز نظير خزام، ومقاتلين ومشايخ آخرين، إلى جانب شهادات من ضحاياه، تظهر صورة القاتل الذي لا يرحم، وذكرت المجلة لجوء العلويين إلى الجبال خلال حكم الدولة العثمانية، ومن ثم استغلالهم لفترة ما بعد الاستقلال في سوريا ليشغلوا مناصب عامة في الدولة، بما في ذلك الوظائف العسكرية واستيلاء حافظ أسد على السلطة لمدة 3 عقود وتوريثها لبشار من بعده.

وحسب الباحث في معهد الشرق الأوسط فنار حداد، فقد أدى الاستيلاء الزاحف على مناصب السلطة الرئيسية من قبل بعض أتباع العلويين المقربين من عائلة الأسد إلى تسييس الهويات والعلاقات الطائفية بسرعة، حيث لخص ذلك عندما كتب قائلًا: "علاقات القوة المحلية... تم تقسيمها طائفيّاً إلى حد كبير بالنظر إلى دور التضامن العلوي في نظام شخصي غير مؤسسي يقوم على المحسوبية والإجراءات غير الرسمية".

وذكرت المجلة أن شيوخ العلويين دعموا النظام من خلال تشجيع الشباب على التجنيد في الميليشيات؛ فغالباً ما يُرى الشيخ موفق غزال في زيّ عسكري مموه وبلحيته البيضاء الطويلة، مسلحاً ببندقية، ويدافع علناً وبلا خجل عن الشباب العلوي الذي يحمل السلاح، وكان غالباً ما يقف جنباً إلى جنب مع قادة شبه عسكريين سيئي السمعة مثل معراج أورال المعروف أيضاً باسم علي كيالي، مما يضفي جوًا من الشرعية الدينية على التعبئة المؤيدة للنظام، وكذلك "الشيخ شعبان منصور"، و"محمد بركات"، إضافة لخزام وشيوخ آخرين كانوا مقربين من مخابرات النظام. .

ومن هذا المنظور؛ فإن كونه شيخاً علويّاً غير بارز قد سهل وظيفته كضابط في مؤسسة عسكرية سرية للغاية، فترقّى خزام في الرتب العسكرية طوال فترة التسعينات، وعندما بدأت الثورة، تحتم عليه أن يلعب دوراً كبيراً في قمعها.

واستعرض التقرير بشكل مطول علاقات الشيخ العلوي بعصام زهر الدين وقيامهما معاً بالعديد من المجازر بحق السوريين في حمص وريف دمشق والرقة ودير الزور وغيرها من المناطق، مشيراً إلى وجود صلات بين خزام وميليشيا الحرس الثوري الإيراني الذي قام بتدريبه منذ بداية انطلاق الثورة.

تعميق السياسة الطائفية

وذكرت المجلة أنه كان لإرث خزام من العنف الطائفي تأثير عميق على مسار الصراع السوري؛ فقد ارتكب مجازر في الغوطة وحمص ودير الزور لمعاقبة الجماعات المتمردة، انتقاماً من إخفاقات النظام العسكرية، وبالتالي قدم مساهمة كبيرة في إستراتيجية النظام المتعمدة لتقوية الطائفية ضد السنة. وعلى الرغم من الطبيعة العلمانية الرسمية لنظام أسد، فإن الديانة العلوية، وهي عبارة عن مؤسسة تشمل علم الأخرويات وعلم الإلهيات، وتمثّل تجربة جماعية وشخصية، كانت مصدر إلهام لعدد من المشايخ المحاربين مثل خزام، وكل هذا ساهم في جعل القتل الجماعي أمراً طبيعيّاً بالنسبة لهم من خلال تهميش السنة وتبرير الإبادة.. 

تكريم لمجرم طائفي خدم النظام

وذكر التقرير أنه بعد وفاة خزام، تم نقل جثمانه بالطائرة العسكرية من دمشق إلى مطار اللاذقية، وصولًا إلى القرداحة؛ حيث تدفقت حشود ضخمة إلى الشوارع لحضور جنازته الرسمية، وسط زغاريد النساء وتحية وقوف من الحرس الجمهوري في مشهد أعده إعلام النظام بعناية.

في حين أنتجت قناة سوريا التلفزيونية الموالية للنظام فيلماً وثائقيّاً في سيرة تقديسيّة عن خزام بعنوان "أسرار الصمود"، والذي عمل على تعزيز أسطورة خزام من خلال تقديس ذكراه، وفي هذا الفيلم؛ كانت عائلته وأصدقاؤه يرددون شعارات البعثيين والمؤيدين للأسد تمجيداً "لوطنيّته" و"كفاحه ضد الإرهاب"، بينما تم تصوير ابنه حيدر جالساً في غرفة المعيشة بقبعة والده العسكرية وسلاحه الأوتوماتيكي بين يديه.


المصدر: أورينت - وكالات