يركز العالم على الحرب في سوريا وأزمة اللاجئين التي تمخضت عنها، لكن الاهتمام المعيشية المتدهورة، فعلاوة عن غلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار بطريقة جنونية جاء الجفاف ليزيد الطين بلة، فعلى امتداد سنوات، تراجعت معدلات هطول الأمطار بشكل كبير في سوريا، وتزامن ذلك مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ما أدى إلى موجة تصحر وتضرّر كبير للأراضي الزراعية، خصوصا في شرقي البلاد. تسبب هذا الوضع بفقدان 800 ألف قاطن في سوريا لمصدر رزقهم، ونفوق 85 في المئة من الثروات الحيوانية في سوريا.
التغيرات المناخية
سوريا تقدم مثالاً رئيسيًا لتأثير التغيّرات المناخية على قضايا موجودة مسبقا، مثل غياب الاستقرار السياسي والفقر وندرة الموارد، يقول جمال الصغير، أستاذ في معهد دراسات التنمية الدولية بجامعة مكغيل في كندا، مشيراً إلى أن التغيرّ المناخي "هو أكبر تهديد للأمن العالمي، وهو ما اعترفت به الولايات المتحدة عندما اعتبرت هذه الظاهرة بمثابة تهديدٍ للأمن القومي الأمريكي، خاصة بعد تبيان وجود رابط بين التغير المناخي والنزاعات". على مدار عقود، منحت الأراضي الزراعية في سوريا للمزارعين إمكانيات مهمة بفضل خصوبتها وإنتاجيتها، غير أن البلد عانى من ثلاث موجات جفاف منذ 1980، أشدها تأثيرا كانت ما بين 2006 و2010، واعتبرت الأسوأ على الإطلاق على امتداد 900 عاما.