من المقرر أن يعقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح اليوم في ظل تخوفات من انقسام داخل حركة فتح. فمع اقتراب موعد الانتخابات الفلسطينية التي تقام لأول مرة منذ 15 عاما يواجه الرئيس الفلسطيني الذي هيمن على المسرح السياسي الفلسطيني خلال كل هذه الفترة، معارضة ومحاولة انشقاق داخل حركة فتح. الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 85 عاما الذي يترأس السلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة للحكم الذاتي في الضفة الغربية، يواجه لأول مرة حركة يقودها ناصر القدوة (ابن أخت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات).
القدوة والبرغوثي في وجه عباس
فقد أدت محاولة انشقاق من أحد حلفاء عباس في الحركة إلى تزايد التكهنات بأنه قد يلغي انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في تموز (يوليو) خشية تحد محتمل من مروان البرغوثي المسجون في إسرائيل وهو من القيادات الفلسطينية التي تحظى بشعبية كبيرة. البرغوثي البالغ من العمر 61 عاما الذي تزعم الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، قد ألقت قوات الاحتلال القبض عليه وحكمت عليه محكمة اسرائيلية بالسجن مدى الحياة. البرغوثي إلى الآن لم يعرب عن عزمه لخوض هذه الانتخابات لكن شعبيته الكبيرة تدعوه لذلك، وتشير استطلاعات الرأي أنه في حال ترشيحه سيفوز بأغلبية مريحة في الضفة الغربية وغزة على حد سواء.
خشية الكيان الإسرائيلي
قلق عباس من مواجهة الحركة المعارضة الجديدة تلتقي مع خشية اسرائيل من ترشح البرغوثي الذي يعتبر اليوم الشخصية الأكثر شعبية في فلسطين، وفي حال نجاحه شبه المؤكد أن يرأب الصدع في صفوف الفلسطينيين ويوحد كلمتهم في مواجهة إسرائيل، وخاصة بين حركتي فتح وحماس، أو بمعنى آخر بين الضفة الغربية وغزة وهذا يعتبر تهديدا لإسرائيل التي تحاول جاهدة على بث التفرقة بين القوتين الفلسطينيتين. وتشير بعض الأوساط إلى أن الرئيس عباس أوفد أحد الموالين لزيارة البرغوثي في السجن للدعوة إلى وحدة الصف الفلسطيني بعد إعلان القدوة قائمته الجديدة.
موقف الدول الأوربية
أعرب دبلوماسيون أوربيون عن خشيتهم بأن يتراجع الرئيس عباس عن الانتخابات التي وعد بها. فهناك ثمة مخاوف أن يجنح إلى حل وسط في السماح بإجراء انتخابات تشريعية فقط، وتأجيل الانتخابات الرئاسية أو إلغائها. ومن المقرر إعلان القوائم الحزبية للانتخابات التشريعية بحلول 20 آذار (مارس) الجاري.