ساد التشاؤم في اختتام اليوم المحادثات الأميركية الروسية في جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية، بعدم إحراز اتفاق، وأعلن الجانب الأميركي أنه عرض استكمال المحادثات مع روسيا لاحقا. وكانت المحادثات قد انطلقت بين سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ونظيرته الأميركية ويندي شيرمان، حيث ركزت على المخاوف الغربية من غزو روسي محتمل لأوكرانيا، والتوسع العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
خطر نشوب مواجهة
وبعد المحادثات، قال نائب وزير الخارجية الروسي إن الجانب الأميركي تعامل مع بواعث قلق بلاده بشكل جدي للغاية، مضيفا "ننصح الجانب الأميركي بعدم التقليل من أهمية خطر نشوب مواجهة". واعتبر ريابكوف أن الوضع يتطلب تحقيق توافقات وتوزانا للمصالح. نائبة وزير الخارجية الأميركي قالت إن الولايات المتحدة عرضت استكمال المحادثات مع روسيا لاحقا. وشددت المسؤولة الأميركية على أنه لا يمكن تحقيق تقدم في الدبلوماسية بدون خفض للتصعيد الروسي، معتبرة أن روسيا هي من غزت أوكرانيا عام 2014 وهي من يقف وراء التصعيد الآن. كما قالت شيرمان للصحفيين "أبلغنا روسيا بأننا لن نسمح لأي طرف بمنع انضمام الدول لعضوية الناتو". وأوضحت شيرمان أن الثمن الذي ستدفعه موسكو لو غزت أوكرانيا سيكون حزمة عقوبات مالية، وأخرى تستهدف صادراتها.
حلف الناتو
ريابكوف شدد على ضرورة أن تشمل المحادثات مسألة عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، معتبرا أنه لا يمكن إجراء حوار بنّاء خلال مفاوضات الضمانات الأمنية إلا في سياق مراجعة قرارات قمة بودابست بشأن مستقبل أوكرانيا في الحلف. وحذر ريابكوف الولايات المتحدة والناتو من أنهما قد يشهدان تدهورا في الوضع الأمني إذا لم يأخذا الضمانات الأمنية الروسية على محمل الجد.
وبموازاة المحادثات في جنيف، التقى الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل بنائبة رئيس وزراء أوكرانيا أولغا ستيفانيشينا. وخلال اللقاء، توعد ستولتنبرغ روسيا بدفع كلفة عالية في حال هاجمت أوكرانيا، مؤكدا أن الحلف ساعد كييف في تطوير قدراتها العسكرية وأنه يعمل معها للوصول إلى العضوية الكاملة في الحلف.