أدلى الفلسطينيون بأصواتهم في الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة يوم السبت في ممارسة ديمقراطية نادرة ووسط تصاعد الغضب تجاه الرئيس محمود عباس بعدما ألغى انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في وقت سابق من العام الحالي.
ويحق لأكثر من 400 ألف فلسطيني التصويت لاختيار ممثلين في 154 مجلسا محليا في قرى الضفة الغربية التي تديرها السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة عباس. وتُجرى الانتخابات المحلية مرة كل أربعة أو خمسة أعوام.
لكن الانتخابات لا تجرى في قطاع غزة إذ تقاطعها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ظل خلاف مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وأرجأ عباس التصويت في المدن الرئيسية بالضفة الغربية مثل رام الله التي سيعتبر أداء فتح في الانتخابات بها استفتاء على حكمه.
وقال أحمد عيسى (23 عاما) أمام أحد مراكز التصويت في قرية بير نبالا "هاي الانتخابات مش لازم تكون بديل عن الانتخابات التشريعية... لازم يصير انتخابات علشان تعطي أفق للشباب ونصلح ونعمل قوانين وتغيير".
وأثار عباس، الذي يتراجع بالفعل في استطلاعات الرأي، غضبا واسع النطاق في أبريل نيسان عندما ألغى انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في الصيف معللا ذلك بالقيود الإسرائيلية على تصويت الفلسطينيين في القدس الشرقية.
اتهام عباس بالتخطيط لإلغاء الانتخابات
ويتهم معارضو عباس، ومنهم حماس، الرئيس الفلسطيني باستغلال أزمة التصويت في القدس كذريعة لإلغاء الانتخابات التي كشفت استطلاعات الرأي أنه وحزبه سيخسرونها أمام حماس. لكن عباس الذي يحكم بموجب مرسوم منذ أكثر من عشرة أعوام ينفي ذلك.
وقال متحدث باسم حماس، التي سبق لها مقاطعة انتخابات محلية في 2012 و2017، في بيان إن الحركة "ترفض المشاركة في الانتخابات المجتزأة المفصلة على مقاس حركة فتح والتي تجريها السلطة". ودعت الحركة عباس إلى تحديد موعد جديد لانتخابات الصيف الملغاة.
وتزيد شعبية حماس في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ اشتباكات مع إسرائيل استمرت 11 يوما في مايو أيار. وفازت حماس في انتخابات اتحاد الطلبة هذا العام في عدة جامعات بالضفة الغربية وهو مؤشر مهم على الدعم.
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وانهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014.
وفازت حماس بآخر انتخابات تشريعية فلسطينية في 2006. وأدى ذلك إلى شقاق سياسي إذ سيطرت حماس على قطاع غزة بعد اشتباكات وجيزة مع فتح في 2007 وتحكمه منذ ذلك الحين.