فيما بدا من الواضح أنَّ هناك مقاربة جديدة من العلاقات بين التكتلين، ووسط حالة الجمود وغياب الانسجام بين منصات المعارضة داخل هيئة التفاوض ، انطلقت في اسطنبول امس الثلاثاء اجتماعات وفد من هيئة التنسيق السورية (معارضة الداخل) التي تعتمد العاصمة دمشق مقرا لها مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ومع شخصيات معارضة أخرى، وذلك في إطار البحث عن آلية عمل جديدة مشتركة لإيجاد حل سياسي يفضي إلى نهاية الاستعصاء السياسي وفق المسار الدستوري في جنيف.
غايات وأهداف اللقاء
وظهر واضحا في تصريحات قياديين في الجانبين ان اللقاءات تتم بغية إعادة تفعيل هيئة التفاوض السورية نتيجة تباين المواقف السابقة بين التكتلين.
ونقلت تصريحات عن قيادي في هيئة التنسيق الوطنية التي يرأسها حسن عبد العظيم أن "الهيئة تقدر أهمية وجود جهة متماسكة تفاوض النظام السوري". ونفى أن يكون هناك حوار في إطار بحث انضمام هيئة التنسيق إلى الائتلاف الوطني بكون الأمر محسوم، وذلك بسبب التباين في الرؤى السياسية التي تعود إلى سنوات عديدة بالتالي ردم هذه الخلافات في الوقت الحالي صعب.
وصرحت مصادر قريبة من الهيئة ، إن اللقاء يأتي في سياق التحضير ومناقشة إمكانية عقد تفاهمات جديدة قد تفضي إلى "عقد مؤتمر مؤسع للمعارضة السورية، لمراجعة السنوات السابقة من العمل السياسي، والبحث عن حلول جديدة تُنهي هذه المرحلة من الفتور واللا جدوى ولا سيما مع الانفتاح الدولي والعربي على النظام السوري وهذا مؤشر خطير يجب أن تتعامل معه قوى المعارضة السورية".
ورأى مرااقبون أنه من المرجح أن تركز أجندة اللقاء على خلافات هيئة التفاوض ولا سيما حول خلاف المستقلين العالق منذ العام (2019) والانتخابات العامة للهيئة وخلاف منصة القاهرة (2021) مما قد يساعد على ردم الهوّة جزئياً بين الأطراف المختلفة.