أفرجت السلطات التركية اليوم الاثنين عن الصحفي السوري العامل في قناة أورينت ماجد شمعة، بعد 9 أيام من اعتقاله، وذكرت قناة أورينت في يبانها أن الإفراج عن "شمعة" تم بعدما طعن محاميه بقرار ترحيله إلى سوريا، وأضافت القناة أن "شمعة" بحالة صحية جيدة، ويتوجه حاليًا من مطار غازي عنتاب إلى منزله في مدينة إسطنبول.
وكانت السلطات التركية اعتقلت "شمعة" بعد تصويره حلقة من برنامج «سوريلي بوب» الذي يبث على قناة أورينت، والذي يندرج تحت مايسمى الكوميديا السوداء، وهي النوع الذي برع فيه ماجد شمعة ، واستغله لتصوير معاناة السوريين فبي داخل سوريا وخارجها بأسلوب كوميدي ساخر، ومن ضمن هذه الحلقات تناول "شمعة" قضية الموز التي أثارت جدلًا واسعًا في تركيا، بعد الفيديو الذي ظهر فيه مواطنون أتراك ينتقدون اللاجئين السوريين لشرائهم الموز. إذ اعتبر الأتراك هذا الفيديو إضافة إلى العشرات من الفيديوهات الساخرة التي أطلقها السوريون في قضية الموز إساءة لهم ولبلدهم، مما استدعى الأمن التركي إلى اعتقال ماجد شمعة في 30 أكتوبر الماضي بتهمة الإساءة إلى الدولة التركية والحض على الكراهية، وهي التهم التي نفاها "شمعة" مطلقاً، والتي برَّأه منها النائب العام في استانبول، وأصدر أمراً بالإفراج عنه، ولكن المفاجأة كانت بقرار إدارة الهجرة التركية الذي نص على ترحيل "شمعة" إلى الأراضي السورية، وتم على إثر ذلك نقله إلى ولاية غازي عينتاب تمهيداً لترحيله، وهو القرار الذي أثار ضجة كبيرة داخل تركيا وخارجها، وأُطلقت حملة إعلامية كبيرة تدعو للتضامن مع "شمعة" وتطالب بعدم ترحيله، ومن أبرز المواقف في داخل تركيا، موقف النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، الذي ندد باعتقال الصحفي السوري، قائلًا, «تم اعتقال الصحفي السوري ماجد شمعة وإرساله إلى مركز الترحيل في غازي عنتاب لنشره هذا الفيديو المضحك. هناك عدم تسامح مع النقد! أوقفوا هذه الفضيحة ولا تفسدوا سمعة البلد».
هذا بالإضافة إلى تنديد العديد من المنظمات الدولية بهذا القرار كمنظمة العفو الدولية، ومنظمة مراسلون بلا حدود التي ذكَّرت في تصريحها المسؤولين في إدارة الهجرة التركية بأنه وفقًا للقانون الدولي، يحظر إرسال أشخاص إلى بلدانهم، حيث يواجهون خطر الموت. لتؤدي كل هذه الضغوط الداخلية والخارجية اليوم إلى إطلاق سراح ماجد شمعة، وعودته إلى أسرته في إستانبول.
ويشار إلى أن ماجد شمعة تعرَّض إلى التهديد بالقتل من قبل النظام السوري بسبب الفيديوهات التي يسخر بها من بشار الأسد، إضافة إلى تهديدات من عدة أطراف في المناطق المحررة بسبب انتقاده لفساد وظلم بعض هذه الجهات المحسوبة على الثورة السورية.