كانت من تداعيات الثورة السورية، لجوء كثير من السوريين إلى إقليم كُردستان العراق، ومنهم عائلة (ممتاز) الملقب بأبو عماد نصيب، وهو من مواطني ريف مدينة الحسكة، وتتألف عائلته من سبعة أشخاص، أربعة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعيشون في منزل مؤلف من غرفتين في مخيم (داره شكران) للاجئين، 45 كيلومتراً غربي مدينة أربيل عاصمة الإقليم.
تروي (أم عماد) لموقع "السوري اليوم" معاناتها من جراء إعاقة أطفالها، وظروفهم المعيشية الصعبة، وتتحدث عن حزنها الشديد على أولادها، فتقول بأنهم: "لم يذوقوا طعم الفاكهة منذ مدة طويلة، وهم بحاجة إلى ملابس وتدفئة، بالإضافة إلى المستلزمات الأُخرى"، وتضيف قائلةً: "إذا قدم العلاج اللازم لهؤلاء الأطفال، فلن يبقى هناك مشكلة"، وتتذكر بدايات الوضع الصعب الذي عاشته العائلة خلال وجودها في سوريا: "عندما كنا في سوريا، لم تستقبل المستشفيات أطفالي ولم تسمح بدخولهم، كونهم لا يملكون أية أوراق ثبوتية، فنحن مكتومي القيد".
التجأت العائلة إلى إقليم كُردستان هرباً من الحرب في سوريا، وكان أملها كبيراً في حصول أطفالها على العلاج هناك، إلا أن آمالهم ذهبت أدراج الرياح، فقد زارتهم كثير من المنظمات الإنسانية ووعدتهم خيراً، إلا أن الوضع بقي على حاله حتى اللحظة، رغم أن معاناة الأسرة ازدادت بعد أن كبر الأطفال وزادت حاجتهم إلى الرعاية، وهو الأمر الذي يفوق طاقة الوالدين، وقد قيل لهم بأن: "تكلفة علاج أحد الأطفال تصل إلى مبلغ ألف وخمسمائة دولار أمريكي، ويمكن أن يستعيد عافيته بعدها ويعود إلى الحياة الطبيعية"، حسب الأم التي تضيف بأنهم: "لا يملكون هذا المبلغ".
في بداية الأمر رفض الأب التحدث والتقاط صور له، إلا أن معاناته مع أبنائه وشعوره بالحزن والعجز أمام مأساتهم، دفعه للتحدث قائلاً: "بالرغم مما أمر به اليوم أنا وأطفالي من فقر وقلة حيلة، إلا أنني لم أتلقَ أي دعم أو مساعدة من أحد"، مضيفاً بأن كثير من قنوات التلفزيون والمنظمات تقاطرت إلى منزله، إلا أنهم لم يقدموا له شيئاً ولم يساعدهم أحد".
جل مطلب هذه العائلة، هو أن يرأف بحالهم وينظر بوضعهم ويتم تأمين العلاج لأولادهم، ويبقى السؤال الجدير بالذكر هنا، عن دور المنظامات الإنسانية، التي تقف عاجزة عن مد يد العون لمثل هكذا حالات، وكيف يتم إهمال هذه العائلة على مدى ثمانية أعوام، خلال رحلة لجوئهم في إقليم كردستان العراق؟