قادة العالم يتفقون على مكافحة انبعاثات الميثان وحماية الغابات

السوري اليوم _متابعات
الأربعاء, 3 نوفمبر - 2021
ابخاث في المانيا لتقدية كمية غازات الميتان المنبعثة / dw
ابخاث في المانيا لتقدية كمية غازات الميتان المنبعثة / dw


توصل قادة العالم، في مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب26) المنعقد في غلاسكو إلى اتفاقين رئيسين يهدف أحدهما إلى احتواء الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي، فيما يهدف الآخر إلى حماية الغابات.

يتعرض قادة العالم لضغوط من أجل بذل المزيد لمكافحة تغير المناخ وحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، خلال مؤتمر المناخ الذي يستمر في غلاسكو أسبوعين.

وتعهد أكثر من 80 بلدا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء (الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2021)، خلال مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) خفض انبعاثات الميثان، أحد غازات الدفيئة الرئيسية المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30 % بحلول العام 2030، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية.

وقالت أورزولا فون دير لايين إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن "الميثان هو أحد الغازات التي يمكننا خفضها بشكل أسرع" من غيره، مشيرة إلى أنه مسؤول عن "نحو 30 في المئة" من احترار الكوكب منذ الثورة الصناعية. وأعقب جو بايدن "إنه أحد أقوى غازات الدفيئة"، مؤكدا أن موقّعي هذا الالتزام يمثلون 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وتم إطلاق مبادرة الحد من انبعاثات غاز الميثان من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منتصف أيلول/سبتمبر، العمل معا على مسودة هذا الاتفاق الذي انضمت إليه منذ ذلك الحين عشرات الدول الأخرى، من بينها كندا وكوريا الجنوبية وفيتنام وكولومبيا والأرجنتين، ليعلن المبادرون في مؤتمر المناخ العالمي في غلاسكو ، اسكتلندا، أن أكثر من 100 دولة قد انضمت إلى المبادرة.

وبالإضافة إلى ألمانيا، ستكون هناك أيضًا فرنسا وكندا وإسرائيل واليابان. ومع ذلك ، فإن دولًا مثل الهند والصين وروسيا ليست مدرجة في القائمة، والتي تعد من بين أكبر خمس دول مطلقة لغاز الميثان.

والميثان الذي ينبعث من الزراعة وتربية المواشي والوقود الأحفوري والنفايات، هو ثاني غاز من غازات الدفيئة مرتبط بالنشاط البشري بعد ثاني أكسيد الكربون. ورغم أنه لا يتم الحديث عنه كثيرا فإن تأثيره على الاحترار أكبر بنحو 29 مرة لكل كيلوغرام من تأثير ثاني أكسيد الكربون على مدى مئة عام، ونحو 82 مرة خلال فترة 20 عاما.

تمويل كبير لحماية الغابات

وتؤدي الغابات، التي تمثل رئة الكوكب إلى جانب المحيطات، دورا أساسيا في مكافحة تغير المناخ من خلال امتصاص جزء كبير من مليارات الأطنان من الغازات الدفيئة التي تطلقها الأنشطة البشرية في الغلاف الجوي كل عام. وبهدف وقف تدهور الغابات واستصلاحها أقر قادة أكثر من 100 دولة تضم 85 في المئة من الغابات العالمية من بينها غابة كندا البوريالية وغابة الأمازون في البرازيل وغابة حوض الكونغو المدارية، الإعلان المشترك خلال اليوم الثاني من مؤتمر الأطراف.

وستستفيد المبادرة من تمويل رسمي وخاص قدره 19.2 مليار دولار على مدى سنوات. وتعهد الاتحاد الأوروبي بإنفاق مليار يورو من ميزانيته على مدار السنوات الخمس المقبلة لحماية الغابات في العالم، بما يشمل 250 مليون يورو لدول حوض الكونغو في وسط أفريقيا. ومساهمة الاتحاد الأوروبي جزء من حزمة مالية أكبر بقيمة 12 مليار دولار لحماية واستعادة وتحسين إدارة الغابات في الدول الأكثر فقرا. والمانحون الآخرون هم بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة واليابان.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء "لا يمكننا التعامل مع الخسارة المدمرة للموائل والأنواع من دون مكافحة تغير المناخ، ولا يمكننا التعامل مع تغير المناخ من دون حماية بيئتنا الطبيعية واحترام حقوق الشعوب الأصلية". وأضاف "حماية غاباتنا هي الأمر الصحيح الذي يجب القيام به ليس فقط لمكافحة تغير المناخ بل أيضا من أجل مستقبل أكثر ازدهارا للجميع". ونقلت عنه أجهزته قوله "هذه الأنظمة البيئية الرائعة هي رئة كوكبنا" مضيفا أن الغابات "أساسية لاستمراريتنا حتى" إلا أنها تتراجع "بوتيرة تثير القلق" توازي مساحة 27 ملعب لكرة القدم في الدقيقة.

ووفقا لمنظمة "غلوبل فورست واتش" غير الحكومية، تسارعت وتيرة إزالة الغابات في العالم في السنوات الأخيرة، إذ ازداد تدمير الغابات الأصلية بنسبة 12 % في العام 2020 مقارنة بالعام السابق. ومن بين الدول الموقعة الصين وروسيا وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة.

والتعهد الجديد لمكافحة قطع أشجار الغابات يلتقي مع "إعلان نيويورك حول الغابات" في العام 2014 الذي التزمت الكثير من الدول في إطاره بخفض هذه الظاهرة بالنصف بحلول 2020 والقضاء عليها في 2030. لكن تعتبر منظمات غير حكومية مثل غرينبيس أن هدف 2030 بعيد جدا ويعطي الضوء الأخضر "لقطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي".

من جانبها، أعربت منظمة "غلوبل ويتنس" عن خشيتها من "تكرار الفشل الذي كان مصير التعهدات السابقة" بسبب نقص التمويل وعدم الوفاء بالعهود. وأعلنت الحكومة البرازيلية التي تتعرض لانتقادات حادة حول سياستها البيئية الاثنين لمناسبة كوب26 أهدافا أكثر طموحا بشأن خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ومكافحة قطع أشجار الغابات. لكن منذ بداية ولاية الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو في العام 2019، فقدت منطقة الامازون البرازيلية 10 آلاف كيلومتر مربع من الغابات سنويا مقابل 6500 كيلومتر مربع في العقد السابق.