واصل الجيش التركي إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الأراضي السورية وسط تحليق متواصل للمسيرات التركية التي نفذت ضربة جوية واحدة على الأقل، في مؤشر على مواصلة التحضيرات لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد الوحدات الكردية في شمالي سوريا.
والأحد،التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي جو بايدن بروما حيث تصدر ملف أزمة طائرات اف 35 وإمكانية حلها من خلالها بيع تركيا طائرات إف 16 محدثة، في حين كان الملف الثاني الأبرز على طاولة الزعيمان هو التطورات العسكرية والسياسية في سوريا لا سيما دعم الولايات المتحدة العسكري للوحدات الكردية ورغبة تركيا في القيام بعملية عسكرية جديدة ضدها شمالي سوريا.
وجدد أردوغان تهديده بالقيام بعملية عسكرية جديدة في سوريا، وشدد في حديث للصحافيين على أن “تركيا ستفعل ما يلزم لمكافحة تنظيم بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك الإرهابي”، مشيراً إلى أن تركيا “مستعدة لإطلاق عملية دون تردد ضد التنظيمات خارج الحدود عندما يتوجب القيام بذلك”، وأضاف: “يجب على شريكنا في حلف شمال الأطلسي (واشنطن)، ألا يحاول القيام بمثل هذا الأمر (دعم الوحدات الكردية)”.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، رصد إدخال رتل عسكري كبير من تركيا نحو منطقة تل أبيض التي يسيطر عليها الجيش التركي شرقي نهر الفرات وشمالي سوريا، وهي ما تعرف بمنطقة عملية “نبع السلام” والمتوقع أن تكون نقطة انطلاق الجيش التركي في عمليته الجديدة، وتضمن الرتل العسكري دبابات وناقلات جند وعربات مصفحة، بالإضافة إلى شاحنات ذخيرة. وطوال الأسابيع الماضية، كثف الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق انتشاره المختلفة شمالي سوريا شرقي وغربي نهر الفرات، ووصلت التعزيزات إلى مناطق إدلب وعفرين وتل أبيض ورأس العين، بالإضافة إلى تعزيز قوات الجيش التركي المنتشرة على طول الشريط الحدودي جنوبي تركيا. وإلى جانب ذلك، تحدثت مصادر مختلفة في المعارضة التركية أن قوات “الجيش الوطني” رفعت استعداداتها إلى الدرجة القصوى وأنها أتمت استعداداها للمشاركة في عملية عسكرية متوقعة ضد الوحدات الكردية، حيث عقدت اجتماعات بين قادة “الجيش الوطني” والجيش التركي في أنقرة ومناطق حدودية مع سوريا.
ولا يعرف حجم وتوقيت العملية المتوقعة، لكن تركيا أطلقت تهديدات ضد مناطق مختلفة أبرزها تل رفعت التي تعتبرها المصدر الأول للهجمات على قواتها في سوريا، وعين العرب/كوباني التي تقول إن الصواريخ تنطلق منها لاستهداف الأراضي التركية، بالإضافة إلى منطقة عين عيسى التي يتسلل منها عناصر الوحدات الكردية نحو منطقة “نبع السلام”، بالإضافة إلى منبج التي تهدد تركيا منذ سنوات بطرد الوحدات الكردية منها.
لكن إطلاق العملية يحمل مخاطر الصدام مع النظام السوري الذي زاد تواجده في مناطق الوحدات الكردية التي عززت تواجد قوات النظام في المناطق المهددة من قبل تركيا، إلى جانب خطر التصعيد العسكري مع روسيا التي ما زالت تبدي معارضة لأي توسع تركي في سوريا، إلى جانب تعمق الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي جميعها تعقيدات عسكرية وسياسية يمكن أن تؤثر على مبدأ وتوقيت إطلاق العملية المتوقعة.