معهد إسرائيلي يكشف: موشيه ديان كان لصاً للآثار

السوري اليوم _ متابعات
الخميس, 28 أكتوبر - 2021
موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق(انترنت)
موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق(انترنت)

يكشف معهد إسرائيلي مهتم بأرشيفات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عن وثائق تاريخية تدلل على إمعان وزير الدفاع الإسرائيلي الراحل موشيه دايان بسلب ونهب الموجودات التاريخية والأثرية، مشددا على أن ذلك ينسجم مع سياسات الاحتلال في هدم القرى الفلسطينية بعد النكبة، ومحو كل ما يذكّر بتاريخ المكان الفلسطيني.

ويقول معهد “عكافوت” إنه إلى جانب السياسات العامة لإسرائيل في خمسينات وستينات القرن الماضي، والتي تطلعت لهدم بقايا القرى الفلسطينية المهجّرة ومحو كل ذكرى فلسطينية في البلاد، فقد شهدت البلاد عمليات سلب ونهب لموجودات أثرية ومباني القرى الفلسطينية الفارغة.

ويُستدل من وثيقة تاريخية تحتوي على مراسلات بين مدير سلطة الآثار الإسرائيلية وقائد جيش الاحتلال موشيه ديان، يطلب فيها منه التأثير على ضباطه بوقف عمليات نهب الآثار. كما يُستدل من هذه المراسلات أن ضباطا في جيش الاحتلال اعتادوا على جمع موجودات وأثريات من مواقع تاريخية، ولكن من الصعب منعهم من القيام بذلك”، كما يحاول ديان التبرير.

وفي الذكرى الأربعين لرحيل موشيه ديان الذي اعتاد على سرقة الآثار بخلاف القانون، يقول معهد “عكافوت” إنه قد كتب في الماضي الكثير. ويتابع: “طيلة سنوات، تراكمت أدلة تدلل على أن ديان اعتاد سلب ونهب الأثريات من مواقع أثرية في البلاد، وفي كثير من الحالات وسط استخدام الجنود والمعدات العسكرية بهدف سرقة الموجودات الأثرية ونقلها إلى بيته الخاص في مستوطنة نهلال في مرج بن عامر”.

ويؤكد المعهد أن السرقة الخاصة للأثريات التي قام بها موشيه ديان، هي بعدٌ إضافي للسياسات الإسرائيلية -التي كان ديان واحدا ممن صاغوها- وهي سياسات تبنتها إسرائيل في العقدين التاليين لنكبة 1948 وفي صلبها مشروع هدم القرى الفلسطينية التي هُجر أهلها، وباتت خاوية، وطمس كل شيء يتعلق بالتاريخ الفلسطيني.

تورط قادة الجيش بالسلب والنهب

ويورد معهد “عكافوت” في تقريره الجديد، وثيقتين يكشف عنهما للمرة الأولى بعد العثور عليهما في أرشيف الجيش الإسرائيلي، وهما برهان على تورط ديان بسلب ونهب الأثريات داخل القرى الفلسطينية المهجّرة، وعلى تورّط قادة عسكريين إسرائيليين آخرين في سرقة الآثار.

وبناء على الوثيقتين، يتضح أن مدير سلطة الآثار شموئيل لايبين كان قد كتب رسالة لموشيه ديان في مارس/آذار 1955 عقب محادثة بينهما جاء فيها: “صحيح أن أحداثا تحدث يقوم فيها ضباط بجمع آثار حجرية من مواقع تاريخية، ولكن من الصعب منع هذا الأمر طالما أن الموجودات تبدو مهجورة ومهملة وملقاة دون نظام داخل مناطق الخرب المختلفة. في مثل هذه الحالات يقول كل شخص لنفسه : بدلا من أن يبقى هذا الغرض متروكا ويكون عرضة للضرر أو للسرقة، فليَ أن التقطه وأضعه في حديقتي وأحافظ عليه. صحيح أن هناك قدرا معيّنا من العدل في مثل هذا القول، ولكن مع ذلك طلبت من قائد أركان الجيش التأثير على ضباطه للكفّ عن هذه التقاليد. كما تحدثنا حول ذلك واتفقنا على أن تتم مستقبلا فحوصات لما هو موجود في حدائق وساحات بيوت الضباط، خاصة الضباط الذين ينتمون لسلطة الآثار، وتسجيل وتوثيق الموجودات الأثرية هذه”.

لم يتوقف عن السلب والنهب

ويشير معهد “عكافوت” إلى أن موشيه ديان كتب بعد شهرين رسالة جوابيه للايبين في آب/ أغسطس 1955 جاء فيها: “كما تعلم ولكل الإسرائيليين، أنا أقوم بجمع موجودات وبقايا أثرية كثيرة كالعمدان والتيجان المنحوتة وغيرها من الأثريات التي أجدها داخل خرائب القرى العربية المهجورة، وعندي ثقة أن هذه الموجودات التي أجمعها لا تهمكم ولكن كما أبلغتك شفهيا، فإنني أعود وأقول خطيا هنا: أنا على استعداد في كل وقت يُطلب مني أن أسلّمكم كل واحد من هذه الموجودات التي تبدون اهتماما بها، ويسعدني أن أقوم بتصنيفها وذكر مكان كل واحد من الحجارة المختلفة ضمن كاتلوغ”.

ويؤكد “عكافوت” أن موشيه ديان لم يتوقف عن سلب ونهب الأثريات حتى بعد تبادل هذه الرسائل مع لايبين. ويلفت المعهد إلى دراسة أثرية جديدة للباحث راز كالتر، يكشف فيها عن عشرات التقارير والشكاوى والرسائل التي توثّق الأضرار التي ألحقها وزير ديان بالمواقع التاريخية الأثرية.


الوسوم :