تتواصل منذ أيام “معركة إلكترونية” حامية الوطيس على مواقع التواصل الاجتماعي بين مغردين أتراك ولاجئين سوريين على خلفية ما بات يعرف بـ”تريند الموز” الذي تفجر على خلفية مقابلة لمواطن تركي قال فيها إن اللاجئين السوريين يأكلون الموز بينما يتعذر عليه هو شراؤه بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة التي قال إنه وصل إليها بسبب اللاجئين الذين يعيشون في تركيا وادعى بأنه لا يستطيع شراء الموز إلا بالحبة الواحدة، و”ذلك لأن السوريين يشترونه بكميات بالكيلو من الأسواق”.
ففي برنامج لصحافي تركي مغمور يجري لقاءات لقياس رأي الشارع اشتكى مواطن تركي من أنه يمر بظروف اقتصادية صعبة معتبراً أن وجود ملايين اللاجئين أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتقلص فرص العمل للمواطنين الأتراك.
وعبر تويتر، كتبت أكثر من 40 ألف تغريدة، الثلاثاء، رداً على المقاطع والصور الساخرة التي نشرها سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طالب مغردون بمعاقبة ناشري هذه الصور والمقاطع فيما ذهب آخرون لإطلاق تهديدات ضد اللاجئين. وحذر نشطاء من الجانبين من خطورة هذه الحملات المتبادلة.
وتسبب انتشار المقطع، بغضب شريحة واسعة من اللاجئين السوريين الذين اعتبروا أن حديث المسن التركي يدلل على ارتفاع منسوب العنصرية ضدهم في تركيا، ليقوموا بعد ذلك بنشر آلاف المقاطع الساخرة وهم يأكلون الموز.
ولاقى الفيديو انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعدما قامت وسائل إعلام سورية بترجمته إلى اللغة العربية باعتبار أنه مثال على ممارسات وأحاديث “عنصرية” تستهدف اللاجئين السوريين في تركيا تصاعدت في الأشهر الأخيرة ووصلت في بعض الأحيان إلى مواجهات محدودة بين مواطنين أتراك ولاجئين سوريين.
وفي سياق غير متوقع، تحول مقطع الفيديو إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنافس لاجئون سوريون يعيشون في تركيا ودول لجوء أخرى على نشر مقاطع فيديو تمثيلية جرى تركيب صوت المواطن التركي عليها ونشرت على نطاق واسع لاسيما عبر منصتي “إنستغرام” و”تيك توك”، وأمكن إحصاء مئات المقاطع التمثيلية وآلاف المنشورات التي نشرت لـ”السخرية” و”انتقاد” حديث المواطن التركي.
ودخل وسم”#suriyeli” قائمة الترند في تركيا، بعد أن وصل الغضب الشعبي التركي ذروته على خلفية نشر مقاطع وصور تحتوي على بعض الإساءة لـ”العلم التركي”.
وكتب الرئيس السابق للائتلاف، خالد خوجة، أن “حملة أكل الموز من قبل بعض السوريين في برنامج التيك توك تهكماً على المواطنة التركية التي شكت من عدم استطاعتها شراء الموز خلافاً للسوريين لا تساهم سوى بتوفير حجة ذهبية أخرى للتيارات العنصرية لزيادة التحريض على السوريين”. ورد عليه يوسف “نحن مشكلتنا أن الطبقة المثقفة يلي بتمثلنا بتركيا هي كلها ناس بس بتمسح جوخ”، وذلك في اتهام لخوجة بمحاباة الأتراك.