زيارة لمعرض الكتاب العربي في اسطنبول

السوري اليوم_ رزان أمين
الاثنين, 18 أكتوبر - 2021
زيارة ياسين اقطاي لمعرض الكتاب العربي في إسطنبول (خاص بالسوري اليوم)
زيارة ياسين اقطاي لمعرض الكتاب العربي في إسطنبول (خاص بالسوري اليوم)

من المعلوم أن أول كلمة خاطب الله بها سيدَنا محمداً (ص) عن طريق الوحي هي "اقرأ", ذلك أن القراءة تثري الفكر وتوسع المدارك والمعارف، وأن الأمم ترتقي بالعلم والمعرفة والثقافة.

نظراً لما للكتاب من قيمة وأهمية لبناء المجتمعات معرفياً وثقافياً، قررت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونيسكو) منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب، ومؤلفي الكتب في 23 نيسان/أبرِيل من كل عام، ليصبح "اليوم العالمِي لِلكتاب". 

العديد من دول العالم حذت حذو الـ"يونيسكو" فبادرت إلى إقامة معرض سنوي للكتاب، من هذه الدول – تركيا. وكان لنا زيارةً أمس لـ "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" المقام في مدنية اسطنبول، بدأنا لقاءاتنا مع د. كمال بن جعفر / مدير المركز الإعلامي للمعرض.

مدير المركز الإعلامي للمعرض

 وفي سؤالنا عن اقبال الجاليات العربية على معرض الكتاب، أجاب د. كمال: "معرض إسطنبول الدولي كان بمشاركة أكثر من ٢٥٠ دار نشر من ٢٣ دولة حول العالم على مدار ٩ أيام، كان إقبال الجاليات العربية والأتراك وحتى من المهتمين بالثقافة العربية من مختلف دول العالم كان كثيفاً جداً".


أضاف د كمال: "سجلنا ما يزيد عن ١٢٠ ألف زائر و أكثر من ١٠٠ فعالية ثقافية علمية وأكثر من مليون كتاب، كما كان حضور لشخصيات سياسية على غرار إسماعيل هنية و بلال اردوغان و ياسين أقطاي وغيرهم من الشخصيات البارزة".

حلّق عالياً ..

بدورنا كانت لنا هذه اللقاءات مع كتّاب سوريين وعرب،  من سوريا،  التقينا بالدكتور ملهم الحراكي، استشاري الطب النفسي العام والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين و رئيس الجمعية السورية للصحة النفسية (سمح).

 وعند سؤالنا عن فكرة كتابه "حلّق عالياً " والرسالة التي أراد أن يوصلها للجمهور من خلال كتابه


أشار إلى أهميته لأنه نتاجُ سنواتٍ من الخبرة العيادية والشخصية في مجال التعامل مع الضغوطات الحياتية الشخصية عنده كإنسان، وعند من وثق به واستشاره كطبيب بٍنفسي معالج..

وأضاف.. لقد وضعت خبرتي تلك للقارئ الكريم على قاعدة رصينة من الأسس العلمية لإدارة الضغوط، من حيث صحة المعلومة وحداثتها فالكتاب ستجده مختلف تماماً عن كل الكتب التي قرأتها في شكله وتصميمه ومحتواه، وكأنه وسيلة تواصل اجتماعي جديدة، يشبه صفحات فيسبوك أو تغريدات تويتر أو صور إنستغرام، ولكنه وسيلة تواصل تصل القارئ مع المؤلف فكرياً ونفسياً وروحياً ...


وبتصفحٍ ليس عشوائي أبداً..





شفاء الروح

ومن سوريا أيضاً شاركت السيدة رولا قصاص بكتابها "شفاء الروح" ،  التي كتبت عن تجربتها بالتعافي من مرض الاكتئاب

وحدثتنا  عن مشاركتها في معرض الكتاب والرسالة التي أرادت ايصالها من خلال كتاب "شفاء الروح" قائلة: " شاركت برواية" شفاء الروح" وهي قصتي الحقيقية في شفائي من الاكتئاب وفيها تجربتي وكيفية علاج المرض بعدة طرق، معاناتي من المرض وشفائي منه شجعتني أن أكتب الروايه عسى أن تكون مصدر إلهام لانسان يتخبط بالمرض ولا يعرف كيفية الخروج منه".



الرسالة التي قصدتها من الرواية هي كسر الإحساس بالعار من هذا المرض أو الذهاب للطبيب النفسي فكما الجسد يمرض ويحتاج إلى طبيب للعلاج، أيضا النفس تمرض و تحتاج إلى معالج او طبيب مختص.


 



و من مصر _ التقينا بالكاتب الصحفي سامي كمال الدين،  وأخبرنا عن مشاركته وكتابه "على رصيف إسطنبول": " شاركت في معرض الكتاب بعدد من المؤلفات منها: الصحافة الحرام، رسائل المشاهير، الذين أضحكوا طوب الأرض، سيرة شادية."

وأحدث رواياتي رواية " على رصيف إسطنبول" تدور حول المنفى والاغتراب القسري.

بين ليالي إسطنبول الصاخبة وأماكن السهر فيها وحاراتها القديمة وحتى ضريح الثائر المصري وخطيب الثورة العرابية عبد الله النديم في مقابر يحيى أفندي في بشكتاش يضيع البطل بحثا عن مصره.. فهل يجدها أم يظل في منفاه ويدفن بجوار قبر عبد الله النديم.. يلخص بطل الرواية حاله وحال كل مغترب قسريا عن وطنه في رواية على رصيف إسطنبول الصادرة عن دار موزاييك بقوله: "

أنا ذلك الضائع في براري المنفى.. التائه الباحث عن مرسى، لا البلاد الفائقة الجمال روتني، ولا البلاد التي تمتلئ بالغيد الحسان أبهرتني.. تائه في شوارع منفاي أبحث عن وطن يشبه وطني وعن ناس يشبهون ناسي، وعن دنيا تشبه دنياي في وطني. 

كل البلاد التي مررت بها فتحت لي أبوابها لكن قلبي معلق هناك، ومغلق دونها. 

يا نفس مالك تعوفين كل هذا الجمال وكل هذه البهجة وكل هذه الدنيا التي بلا حدود وتصرين على البحث عن حيطان وسجان؟!

 أسألها وأنا معلق بين بين..

 الرسالة التي تريد ايصالها من خلال هذا الكتاب

_ الرواية عن مصير الإنسان العربي الضائع بين حكم عسكري يقوده جنرالات ومعارضة لهذا الحكم يقودها أيضا جنرالات.. جنرالات سياسية ومال يفسدون الحرث والنسل، الإنسان الحالم بالتغيير في ثوب ثورة لصناعة وطن عادل يليق بمواطنيه، فاذا به يضيع حين يجد الاستبداد يقتل أحلام شعبه.

وكان حاضرا في معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي كتاب رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان

"نحو عالم أكثر عدلاً" والمترجم إلى اللغة العربية.

وتبقى هذه المعارض هي الجامع الثقافي لمختلف المجتمعات والشعوب لتبادل الأفكار والثقافات والمعلومات ، ويبقى دائماً وأبداً "الكتاب هو خير جليس للإنسان" .


 

الوسوم :