مع انطلاق رحلات سياحية إلى الفضاء تطرح مسألة ممارسة الجنس خارج نطاق الكرة الأرضية
بسبب انعدم الجاذبية، من المرجح أن تصبح الممارسة الجنسية في الفضاء أصعب عن الأرض
رائد الفضاء ماتيوس ماورر رد على سؤال طرح عليه حول ما إذا كان رواد الفضاء يناقشون الطريقة التي يمكنهم بها إشباع رغباتهم الجنسية في الفضاء، أجاب ماورر قائلا: "لم نتحدث عن ذلك لأن النقاش دائما يتعلق بالأمور المهنية.".
بيد أن الأمر لايعني رواد الفضاء فقط. ففي ظل تنامي الاستعدادت الجارية لتسيير رحلات تجارية إلى الفضاء فإن السؤال يطرح نفسه.
ففي منتصف سبتمبر/ أيلول توجه أربعة سياح أمريكيين إلى الفضاء على متن كبسولة تابعة لشركة "سبيس إكس".
وفي غضون السنوات العشر المقبلة، يُرجح أن ينطلق أول طاقم من رواد الفضاء إلى المريخ وستستغرق الرحلة سنوات عديدة.
وإلى غاية اللحظة لا يتم الحديث عن الممارسة الجنسية في الفضاء. على سبيل المثال، تصرّ وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على أن لا أحداً سبق له أن مارس الجنس في الفضاء وكذلك هو موقف مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني، بينما يتجنب رواد الفضاء الأمريكيون الخوض في الأمر، لتقتصر التجارب بشأن ممارسة الجنس في الفضاء فقط على الحيوانات.
في ذلك، يشير بول روت فولبه عن قسم أخلاقيات البيولوجيا التابع لوكالة ناسا، إلى الحاجة "إلى معرفة المزيد عن النشاط الجنسي في الفضاء إذا كنا جادّين حيال تسيير رحلات فضائية تستغرق فترات طويلة".
الجنس في الفضاء..ليس فقط لإشباع الرغبات
قد لا تحظى قضية إشباع الرغبة الجنسية في الفضاء بأهمية كبيرة لدى الكثيرين، إذ أجاب ماورر عمّا إذا كان رواد الفضاء يقومون بتدريبات على ممارسة الجنس بقوله "لا، لكن ربما كان يجب أن يحدث هذا".
أما سارالين مارك – إحدى المستشارين الطبيين السابقين في ناسا – فترى أنه من منطلق أن الجنس "مكوّن أساسي للصحة، يتعيّن معرفة الظروف التي يعيش فيها رواد الفضاء".
لذا فقد تساعد الممارسة الجنسية على تخفيف التوتر خلال الرحلات الفضائية.
هل مارس أحد الجنس في الفضاء؟
لا يمكن حسم قضية إقدام أي شخص خلال مهمة فضائية على ممارسة الجنس في السابق، ولكن يبدو أن الأمر قد حدث في السابق وتحديداً خلال مهمتين فضائيتين الأولى عام 1982والثانية عام 1992.
في عام 1992 أصبح رائدا الفضاء مارك لي وجان ديفيس أول زوجين يسافران معا إلى الفضاء.
ففي عام 1982، كانت رائدة الفضاء الروسية سفيتلانا سافيتسكايا ثاني امرأة تذهب على الإطلاق إلى الفضاء بعد انضمامها إلى مهمة سويوز T-7 لمدة ثمانية أيام في أول مهمة فضائية مشتركة بين الرجال والنساء.
وقد نقل رائد الفضاء الألماني اولريش فالتر عن طبيب الفريق قوله إن رحلة سويوز T-7 كان مخطط لها أن تشمل "لقاء جنسيا".
أما في عام 1992، فقد أطلقت ناسا مكوك الفضاء "إنديفور" وكان على متنه أول زوجين يذهبان معا إلى الفضاء وهما رائدا الفضاء مارك لي وجان ديفيس. وقد نشأت قصة حب بين مارك وجان خلال التدريب في ناسا وتزوجا سرّاً قبل عام من انطلاق المهمة فيما اعتبرت الرحلة بمثابة شهر العسل في الفضاء.
الجنس في الفضاء..هل يختلف عن ممارسة الجنس على الأرض؟
لنفترض أن ممارسة الجنس قد وقعت في الفضاء خلال رحلتي سويوز أو إنديفور، فهل يختلف الأمر عمّا يحدث على الأرض؟