تحقيق أكاديمي : مخابرات الأسد تعاونت مع داعش على مدى سنوات

السوري اليوم _متابعات
الجمعة, 1 أكتوبر - 2021
التعاون بين داعش والنظام .استراتيجية قلبت الموازين
التعاون بين داعش والنظام .استراتيجية قلبت الموازين

أكد تقرير صادر عن معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، أن نظام الأسد عمل على توفير الدعم المنتظم لتنظيم "الدولة" خلال سيطرته على مساحات واسعة من سوريا، بهدف التفرغ لمواجهة فصائل المعارضة المسلحة آنذاك.

وقال مدير برنامج "راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب" لدى المعهد ماثيو ليفيت في تقريره، إن نظام بشار الأسد عمل لسنوات مع تنظيم "الدولة" عندما كان النظام يكافح لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية من مختلف الجماعات ضده، بما في ذلك التنظيم نفسه.


وأشار إلى أن "أحد التكتيكات الرئيسية لاستراتيجية النظام تركيز جهوده العسكرية لمحاربة الجماعات المتمردة السورية المعتدلة التي تعارض دكتاتورية الأسد، لا سيما الجيش السوري الحر، وليس تنظيم الدولة".


ويرى أنه من غير المعقول أن تكون المخابرات السورية قد ساعدت عناصر تنظيم "الدولة" أو سهلت لهم أو سمحت لهم بذلك دون اتخاذ قرار مسبق من أعلى مستويات حكومة الأسد.


وأضاف أن "النظام السوري اتخذ هذا القرار الاستراتيجي لتمكين وتسهيل صمود تنظيم داعش بشكل متواصل في سوريا، سعيا منه لتصوير كافة عناصر المعارضة السورية على أنها إرهابية".


وأشار إلى إطلاق سراح متشددين في أول سلسلة من قرارات العفو الرسمية التي أصدرها النظام، مثل علي موسى الشواخ (الملقب بأبو لقمان).


ولفت إلى أن نظام الأسد امتنع أيضا بشكل متكرر عن مهاجمة مواقع تابعة لتنظيم "الدولة"، وفي بعض الأحيان، وافق نظام الأسد والتنظيم على العديد من صفقات الإخلاء، كما بدا أن النظام يتواطأ مع التنظيم، في محاولة لتشجيعه على مهاجمة المعارضة المعتدلة بدلا من النظام.


ونوه المعهد إلى أن أحد الأسباب التي دفعت بنظام الأسد إلى عدم استهداف مواقع تنظيم "الدولة" في شرقي سوريا هو التعاملات التجارية للنظام مع التنظيم.


وأوضح أنه في عام 2015، ظهرت تقارير مفادها بأن تنظيم "الدولة" كان يبيع على جزء من نفطه لحكومة النظام بعد أن سيطر على نحو 60 بالمائة من المناطق النفطية.


وقال معد التقرير، إنه لا يوجد تحالف عالمي واضح -سياسي أو عسكري- للتصدي للتهديد الذي يشكله نظام الأسد، الذي قتل أعدادا أكبر بكثير مما فعل التنظيم، وسهل الأنشطة الإرهابية له، وتسبب في نزوح السكان، وتدفقات الهجرة، وعدم الاستقرار الإقليمي الهائل.


وختم: "قد تصدى المجتمع الدولي لتحدي التنظيم، إلا أنه فشل فشلاً ذريعا في مواجهة التحديات المتعددة الأوجه التي يطرحها نظام الأسد، ناهيك عن التصدي للكارثة التي يمثلها نظام الأسد بحد ذاته".