سوريا: الراتب الشهري لا يكفي لتجهيز المستلزمات المدرسية لطفل واحد

السوري اليوم _متابعات
الجمعة, 10 سبتمبر - 2021
الراتب الشهري لا يكفي لتجهيز المستلزمات المدرسية لطفل واحد
الراتب الشهري لا يكفي لتجهيز المستلزمات المدرسية لطفل واحد


عن صحيفة القدس العربي:

تخوض غالبية العائلات السورية ما يشبه المعركة لتأمين احتياجات أبنائها من المستلزمات المدرسية، مع بدء العام الدراسي الجديد، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية بأضعاف.

وبمعدل راتب شهري لموظف حكومي لا يتجاوز الـ90 ألف ليرة سورية (نحو 25 دولار أمريكي) يتعين على العائلة شراء مستلزمات الطلاب، التي تتجاوز كامل الراتب للطفل الواحد. ووفق مصادر من مناطق النظام، يتجاوز سعر المستلزمات المدرسية للطالب الواحد حاجز الـ100 ألف ليرة سورية، موزعة على ثمن اللباس المدرسي، والحذاء، والحقيبة المدرسية والقرطاسية.

وتساءلت المصادر عن الكيفية التي ستتدبر العائلة التي لديها أكثر من طالب أمرها في ظل ظروف الغلاء الفاحش وانخفاض مستوى الأجور والرواتب بشكل عام؟وقالت معلمة مدرسة موجودة في مدينة حلب، إن غالبية العائلات تعجز عن شراء المستلزمات المدرسية، وخصوصاً اللباس المدرسي، مؤكدة لـ«القدس العربي» أن غالبية العائلات تحاول تأخير شراء اللباس المدرسي إلى ما بعد افتتاح المدارس، على أمل تهاود أسعارها. وأشارت إلى أن بعض العائلات تقوم باستعارة اللباس المدرسي والحقائب لأبنائها من المعارف والأقارب، لافتة كذلك إلى أن بعض العائلات تعتمد في تأمين المستلزمات المدرسية (القرطاسية) على المنظمات، ومنها منظمة اليونيسيف التي توزع الحقائب بشكل شبه دائم.

ووفق المعلمة يبلغ سعر «المريول» للطالب في المرحلة الابتدائية بين 10 -20 ألف ليرة سورية، في حين يتجاوز سعر اللباس المدرسي لطلاب المراحل الإعدادية والثانوية )البنطال والقميص) حاجز الـ100 ألف ليرة، للماركة المقبولة والوسطية.

وحسب المعلمة، فإن أسعار المستلزمات المدرسية تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب التضخم وضعف الاقتصاد السوري، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا التي أرهقت العالم بأسره. وأكدت المعلمة المُعينة حديثاً أن راتبها الذي لا يتجاوز الـ60 ألف ليرة سورية، لا يستطيع شراء المستلزمات المدرسية لطفل واحد، وضاحكة أنهت حديثها «لا زال طفلي دون سن المدرسة، وإلى حينها ندبر أمرنا».الباحث في الشأن الاقتصادي السوري، أدهم قضيماتي، قال لـ«القدس العربي» إن غالبية السوريين يكتفون بشراء القرطاسية في الحد الأدنى، بحيث يقتصر تجهيز الطلاب للعام الدراسي الجديد على الدفاتر والأقلام عند العائلات الفقيرة، وهذا يعد نتيجة طبيعية للفقر السائد. وأشار إلى أن قسماً من العائلات تعتمد لتأمين مستلزمات الأطفال المدرسية على الحوالات الخارجية من المغتربين، حيث يزداد الضغط مع حلول كل عام دراسي جديد على المغتربين. ووفق قضيماتي فإن جودة التعليم انخفضت في مناطق سيطرة النظام، بسبب الصعوبات الاقتصادية،

وزيادة ظاهرة التسرب المدرسي بين الأطفال.وكانت «المؤسسة السورية للتجارة» التابعة للنظام السوري، قد أصدرت في وقت سابق تعليمات سمحت بموجبها بيع قرطاسية وألبسة المدرسة بالتقسيط لموظفي الدولة. ووفق المؤسسة فإن الشريحة المستهدفة من التقسيط هم العاملون الدائمون في الدولة والعاملون بعقود سنوية غير منتهية خلال فترة التقسيط، موضحة أن سقف التقسيط هو 200 ألف ليرة لكل عامل دون فوائد على أن يتم تسديد المبلغ خلال 12 شهراً اعتباراً من الشهر التالي لاستلام المستلزمات.وكانت وزارة التربية التابعة للنظام، قد أكدت قبل أيام أنها لن تشدد على اللباس المدرسي، وذلك لإدراكها مدى عجز غالبية السوريين عن شراء كامل المستلزمات المدرسية، ما أدى إلى ضعف الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية. وحسب تقديرات محلية، فإن ثلث أطفال سوريا خارج العملية التعليمية بعد عقد شهدت فيه البلاد حراكاً شعبياً تحول إلى صراع بين النظام وقوى المعارضة.