خليل الفرا المهندس الذي بنى وجه دمشق التي نعرفها

السوري اليوم - متابعات
الجمعة, 26 فبراير - 2021
المهندس خليل الفرا
المهندس خليل الفرا

رحل عن عالمنا يوم الأربعاء المهندس المسؤول عن تنظيم مدينة دمشق وجانب كبير من شوارعها وابنيتها المعروفة. 

وإن كان لابد لكل باحث في تاريخ مدينة دمشق من التوقف عند من وضعوا أساسات راسخة للمدينة لا يمكن إغفالها، ومن أولئك المهندس الدمشقي خليل الفرا الذي أحاط بالتطور العمراني والثقافي والاجتماعي وكان له أثر طالما رأيناه عشنا فيه ذكرياتنا الجميلة.

ولد خليل الفرا في حي القنوات في مدينة دمشق عام 1914 والده هو الشيخ توفيق الفرا، درس الابتدائية في مدارس دمشق لينال الشهادة الثانوية من مكتب عنبر بتفوق عام 1931.

انطلق في حياته العلمية من مدينة بيروت، في شركة أنطون ثابت الهندسية، ليتوجه بعدها للعمل في الشركة الفرنسية للخطوط الحديدية، وغادر بيروت 1938 إلى مسقط رأسه دمشق، ومن محافظة دمشق استعد ليبدأ رحلة عمل جديدة.

أشرف الفرا على أشغال التعهدات التي شملت الأبنية والأرصفة والطرقات وأسقية المجرور، وعاصر بداية تنظيم مدينة دمشق بين عامي 1936-1960.

ومن أهم ما أسهم في تنفيذه في الأربعينيات فتح شارع أبو رمانة وخالد بن الوليد والمجتهد وامتداد طريق بيروت إلى مشفى المواساة، إضافة إلى سينما دمشق وفندق قطان، في الوقت الذي كانت تخترق فيه هذه الشوارع البساتين الكثيفة التي كانت تحيط بالمدينة.

وفي العام 1947 توجه خليل الفرا إلى العمل الخاص وبدأ مشواره العملي الفعلي في دمشق، فكان هو المصمم والإنشائي المشرف الذي أحس بحب الوطن وأحس بمتعة العمل، كان متواضعاً أميناً أعتمد الأمانة في التنفيذ العملي لمشاريعه.

وبدأ مسيرته ببضعة مشاريع خاصة نفذها في دمشق وفيما بعد رُشح للإشراف لتنفيذ بناء شركة التبريد السورية في سوق الهال، ونظراً لتفانيه في العمل أوكلت إليه الشركة لاحقاً مهمة تنفيذ مشاريع عدة؛ منها مستودعات ومشاتل تخص الشركة في منطقة البرامكة.

وهكذا توسع مجال العمل ليشمل إلى جانب الأبنية الخاصة أبنية تجارية وصناعية إلا أن الطموح كان كبيراً ليدخل مجال تنفيذ دراسات تدفئة منها التدفئة المركزية لكل من قصر العدل وسرايا الحكومة بالتعاون مع المهندس سليمان أبو شعر.

وفي أواخر 1950 تولى المهندس خليل الفرا الأعمال الإنشائية الجديدة وصيانة القديمة لجامعة دمشق بموافقة الدكتور قسطنطين زريق رئيس جامعة دمشق، حينها، وفي العام 1951 قدم المهندس خليل لمشروع بناء نادي الشرق في دمشق.

ونفذ المشروع بفترة زمنية غير مسبوقة، كما تفوق طموحه وعلمه ليظهرا في تعاقد خليل الفرا على دراسة مشروع بناء مبنى البريد في دمشق بالاشتراك مع مكتب المهندس أنطون ثابت في بيروت.

ورُشح الفرا ليكون عضو المجلس البلدي لمدينة دمشق، حيث تم تنظيم مناطق عمرانية جديدة بين عامي 1948-1953،

كذلك شارك المهندس الفرا عام 1951 كعضو في مجلس إدارة المشروع الخاص باستصلاح الأراضي المجاورة لنهر العاصي وهو مشروع الغاب.

وعقب تشكيل مؤسسة خاصة بإصدار النقد عام 1952 بدأ الفرا التفكير ببناء المصرف، وتم شراء أرض تستوعب مختلف المؤسسات المالية التابعة للدولة وهو الموقع الحالي الذي يضم مبنى وزارة المالية، وكان هذا مشروع المصرف المركزي.

وبعد عام 1970 قام المهندس خليل الفرا بدراسة المخططات وتنفيذها لكل من:

- مباني كلية الآداب، وكلية الزراعة بكافة أقسامها، ومباني كلية الهندسة، وقسم الفيزياء في كلية العلوم، ودار التوليد وأمراض النساء وبناء الإسعاف والعيادات في مشفى المواساة، وبناء الطب النووي ومشفى الأطفال بالإضافة إلى عدة أبنية سكنية للطلاب والطالبات في المدينة الجامعية.

ولابد من الإشارة إلى دور المهندس خليل الفرا في المساهمة والمشاركة في تأسيس جمعية للمهندسين السوريين، عام 1943، وفي تنظيم المؤتمر الهندسي العربي في دمشق عام 1947.والوقوف الفعال في تأسيس نقابة المهندسين فيما بعد.

ومن أهم المباني التي أشرف على تنفيذها ايضا"

في حلب وحمص بناء السرايا الحكومية في المدينتين.

والمشاركة في بناء ثلاثة مساجد هي:

جامع "العثمان" (الكويتي)، وجامع بدر في المالكي والثالث جامع الشلاح في منطقة حاليا في بلدة "الزبداني".

كما كلف بالإشراف على بناء فروع المصرف التجاري في حماة، وآخر في "الحسكة واللاذقية وحلب وحمص".

وايضا بناء السفارة الصينية اليوم من تصميم "كارلوس داريندا" وتنفيذ المهندس "خليل الفرا" حيث كان سكناً لسامي باشا مردم بك وأولاده في الأصل.