تقرير عن اختفاء أربعة أطنان من المواد الكيميائية في سورية

السوري اليوم - متابعات
الاثنين, 5 يوليو - 2021
اختفاء مواد كيميائية
اختفاء مواد كيميائية


تناولت عدة صحف ألمانية وسويسرية فضيحة بيع مواد كيميائية تدخل في تركيبة غاز السارين الذي استخدمه النظام السوري ضد الشعب السوري عدة مرات، وكشف تحقيق استقصائي اختفاء أربعة أطنان من المواد الكيمائية، بعد وصولها إلى نظام الأسد بحجة استخدامها في صناعة الأدوية لدى شركة “المتوسط للصناعات الدوائية. وجاء في التحقيق أن “معظم المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة دواء فولتارين، لم تصل قط إلى وجهتها” في سورية، وهي شركة “المتوسط للصناعات الدوائية”.

وأكد التحقيق أنه “في 20 أيار/مايو 2014، أرسل المدير التجاري لشركة المتوسط للصناعات الدوائية شخصياً رسالة عاجلة عبر البريد الإلكتروني إلى شركة برينتاغ (الألمانية) في مدينة بازل السويسرية، طالباً خمسة أطنان من الإيزوبروبانول و280 كيلوغراماً من مادة ثنائي إيثيل أمين”.

وبحسب التحقيق فإن “البضائع نقلت عبر نهر الراين على متن سفينة في 19 تشرين الثاني 2014، وهو مسار غريب إلى حد ما. أولاً، نُقلت المواد الكيميائية لمسافة نحو 560 كيلومتراً جنوباً، عن طريق البر من مدينة دويسبورغ (الألمانية)، ثم توجهت على متن سفينة إلى الشمال مرة أخرى في نفس الطريق تقريباً. وحُمِّلت البضائع على متن سفينة عابرة للمحيطات قبل نقلها إلى اللاذقية في سورية”.

وأكد التحقيق أنهُ وبعد رحلة استغرقت أسابيع وصلت خمسة أطنان من الإيزوبروبانول و280 كيلوغراماً من مادة ثنائي إيثيل أمين إلى مخازن “شركة المتوسط للصناعات الدوائية” في 14 كانون الثاني/ يناير2015 ويدخل مستحضر الإيزوبروبانول في صناعة العقاقير الطبية، كما يُعد عنصراً أساسياً في تصنيع السارين: غاز الأعصاب، وهو محظور بيعه إلى سورية من قبل الاتحاد الأوروبي دون الحصول على تصريح خاص.

ويشير التحقيق إلى أن كمية 1.12 طن من الإيزوبروبانول استخدمت فقط في تغليف أقراص دوائية، بينما اختفت الأطنان الأربعة الأخرى. ونقل التحقيق عن العميد الركن المنشق عن نظام الأسد، زاهر الساكت، قوله إن “استخدام شركات الأدوية كغطاء، يُعد أحد أكثر الوسائل المفضلة لدى النظام، لاستيراد مواد كيميائية عالية الجودة. وأضاف “من المؤكد أن هذه الأطنان الأربعة وصلت إلى أيدي النظام. إذ إن جميع مديري شركات الأدوية السورية تربطهم علاقات بالحكومة”.

مهندس الصفقة

وأشار التحقيق إلى أن صفقة بيع المواد الكيماوية ورائها، عبد الرحمن العطار، الرئيس السابق لشركة المتوسط للصناعات الدوائية، وهو الأمر الذي أكده الساكت بقوله إن “عبد الرحمن العطار هو الرجل المثالي” ليتولى زمام الأمور في هذه الصفقة. وجاء في التحقيق إن العطار “حظي بصدقية دولية بحكم شغله منصب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وبفضل هذا المنصب لم يرد اسمه في أي من قوائم العقوبات الدولية”، مشيرا إلى أن “هذا أحد العوامل التي ساهمت في طمأنة أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية”.

ويعتبر عبد الرحمن العطار من أبرز رجال الأعمال في سورية، وترأس منظمة الهلال الأحمر السوري منذ 1981 وحتى 2016، حيث قدم استقالته قبل وفاته بعامين في 2018.

.


الوسوم :