ولد الدكتور أمجد اليوسف في موسكو لأب سوري وأم روسية، عاشت الأسرة في سوريا حتى عام 1989، لتضطر بعد ذلك للانتقال إلى موسكو.
التحق أمجد بكلية الطب البشري في "الجامعة الحكومية الطبية الأولى في موسكو"، وبعد التخرج تخصص في "جراحة الوجه والفكين".
خلال عمله في العيادات التابعة لوزارة الخارجية في روسيا الاتحادية، أجرى الدكتور أمجد عمليات إصلاح وإعادة تأهيل لكل ما يتعرض له المراجعون من إصابات اعتباراً من بداية الرقبة وحتى أعلى الرأس...
كانت نتائج الغالبية الساحقة من العمليات والتعليقات وردود الأفعال - مرضية جداً... وكانت عبارة "عملية تجميل" تتكرر أكثر فأكثر، فالتفت الدكتور أمجد إلى هذا الأمر، والتحق بدورة في "الجراحة التجميلية" في أكاديمية موسكو للعلوم الطبية.
لا شك في أن العمل في وزارة الخارجية الروسية ينطوي على رضاً معنوي... وفي هذا السياق، روى لنا الدكتور أمجد حادثة لطيفة.
أراد أن يزور مدينة نيويورك، فقدم لكبير الأطباء طلب "إجازة خارجية". طلب كبير الأطباء بيانات شخصية محددة، فقدمها أمجد ظناً منه أن ذلك إجراء روتيني تقتضيه الدواعي الأمنية.
وفي اليوم التالي، أعطى كبير الأطباء أمجد نسخة من كتاب رسمي مختوم بختم الخارجية.
مخلص الكتاب أن كبير الأطباء يطلب من ممثل روسيا الاتحادية الدائم لدى الأمم، السفير – فيتالي تشوركين، أن يحجز للدكتور أمجد اليوسف والسيدة عقيلته، غرفة في الفندق التابع لممثلية روسيا الدائمة في الأمم المتحدة...
يعترف أمجد بأن ذلك الأمر شكل مدعاة لسرور كبير، وأراد أن يدخل السرور إلى قلب أبيه وأمه فصور الرسالة وأرسلها إلى أبيه عبر "واتس أب" وكتب تحتها: "شوف بابا شوف؛ أشهر سفير في العالم بدو يحجز لإبنك أوتيل"...
أدرك أمجد أن الرضا المعنوي - بحده ذاته - لا يكفي، لهذا استقال من الخارجية وافتتح مستشفى تخصصياً في الجراحة التجميلية، أسماه "داماس" نسبة إلى عاصمة البلد الذي لم يغب عن باله يوما.
اكتسب أمجد شهرة كبيرة وخاصة في أوساط المجتمع المخملي الروسي، وأصبح عضواً مؤسساً في "المؤتمر الدولي لجراحي التجميل" الذي ينعقد سنوياً في مدينة اسطنبول. كما أن مشفى "داماس" أصبح أحد أشهر المشافي في روسيا وفي عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
عندما سألنا الدكتور أمجد عن سبب ما حققه من نجاح ملحوظ، قال: التربية، والتخطيط المتأني، والمثابرة.
وفي رده على سؤال عما إذا كان ينوي العودة إلى سوريا، قال الدكتور أمجد: أنا بفارغ الصبر أنتظر ظهور الظروف الملائمة للعودة، والمساهمة في إعادة بناء سوريا على أسس حضارية معاصرة، يشعر فيها كل أبنائها بالحرية والكرامة.