نقل موقع تلفزيون سوريا عن مصادر محلية أن قافلة المهجّرين من قرية أم باطنة في محافظة القنيطرة دخلت إلى مدينة إدلب فجر اليوم السبت.
وأضافت المصادر أن القافلة دخلت عبر معبر الغزاوية في ريف حلب الغربي باتجاه مخيمات دير حسان، حيث قامت مديرية الشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ" بتأمين منازل خاصة للعائلات لنقلهم إليها مباشرة.
وكان قد أعرب نشطاء معارضون جنوب سوريا عن قلقهم من تزايد «سيناريو التهجير» إلى الشمال، بعد نقل عشرات من المعارضين وأسرهم ، بموجب اتفاق بين قوات النظام والمعارضة برعاية روسية، وسط أنباء عن عقبات تقف أمام دخول المهجرين إلى مناطق سورية في الشمال ،خاضعة لسيطرة فصائل تدعهما تركيا.
وأفاد ناشطون أن عشرات العائلات المهجرة من محافظة القنيطرة السورية قضت ليلتها في العراء، بعد منع دخولها إلى مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" الذي يتلقى دعما عسكريا ولوجستيا من الجانب التركي.
وكانت هذه العائلات قد خرجت بثلاث حافلات من بلدة أم باطنة بريف القنيطرة الخميس، بموجب اتفاق فرض عليهم من جانب روسيا ونظام الأسد، وقضى بتهجيرهم إلى الشمال السوري، مقابل عدم اقتحام قريتهم وتدميرها ، على غرار ما شهدته عدة مناطق سورية في السنوات الماضية.
ورفض "الجيش الوطني السوري" التعليق للإعلام على أسباب منع دخول العائلات المهجرة لافتا إلى أن الأمر يتعلق بـ"الحكومة السورية المؤقتة" والمجالس المحلية العاملة في المنطقة.
في المقابل لم يصدر أي موقف رسمي من الجانب التركي، والذي يدير مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي، بدءا من عفرين في أقصى الشمال الغربي، وحتى مدينة جرابلس التي يفصلها عن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) نهر الفرات.
ويبلغ عدد الأشخاص المرحلين من محافظة القنيطرة 68 شخصا، 17 مقاتلا مع عائلاتهم. وكانوا قد وصلوا إلى "النقطة صفر" بين مناطق سيطرة نظام الأسد ومناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري".
وتحدثت مصادر إعلامية من ريف حلب إن العائلات قضت ليلتها في العراء، قبالة معبر "أبو الزندين"، الذي يعتبر بوابة الدخول إلى منطقة "درع الفرات" (التي ضم عدة مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي.
حقيقة المنع :"أسباب أمنية"
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي موقف رسمي من تركيا أو الفصائل السورية في ريف حلب الشمالي تناقل نشطاء عن مصادر عسكرية أن أسباب منع دخول العائلات المهجرة ترتبط بدوافع "أمنية".
ونقل عن المصادر قولها إن "الأشخاص الراغبين بالدخول إلى المنطقة لا تعرف هوياتهم أو خلفياتهم. مع ذلك قد يتم إدخالهم في الساعات المقبلة على أن يتم التأكد من كامل التفاصيل المتعلقة بهم".
قيما رشحت انباء تتحدث عن اسباب تتعلق بعدم التنسيق مع الجانب التركي ، وأنه لم يتم إبلاغه من قبل روسيا بعملية تهجير العائلات، وهو الأمر الذي يعتبر سببا آخرا وراء منع دخول المهجرين، بمعنى أن موسكو لم تنسّق بشكل مباشر مع أنقرة بشأن هذه القضية، على خلاف ما سبق من عمليات تهجير في ريف حلب أو درعا والغوطة الشرقية.