يعد حي الشيخ جراح موطناً لأحفاد اللاجئين الذين طردوا أو شردوا خلال حرب 1948 في ما أصبح يعرف من قبل الفلسطينيين بالنكبة.
فخلال عام 1956، منحت 28 أسرة لاجئة وحدات سكنية في اتفاق بين "الأونروا" (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)، وحكومة الأردن، للمساعدة في توفير المأوى للعائلات من ضمن اتفاق لإعادة التوطين. وعنى ذلك أن العائلات ستحصل على سندات ملكية قانونية للأرض، لكن هذا لم يحصل قط، وأدى إلى معركة قانونية مستمرة.
وفي أعقاب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، زعم مستوطنون أنهم يملكون الأرض، على الرغم من أن القانون الدولي ينص على أنهم لا يملكون سلطة قانونية على السكان الذين يخضعون لاحتلالهم. إلا أن جماعات تمثل مستوطنين تقدمت بعدة دعاوى قضائية ناجحة لطرد الفلسطينيين بالقوة من الشيخ جراح منذ عام 1972.
وفي عام 2002، اضطر 43 فلسطينياً إلى إخلاء منازلهم، الأمر الذي أدى إلى تشريد العديد منهم.
وبعد مرور ست سنوات، اضطرت عائلتا حنون وغاوي إلى مغادرة منازلهما، وعام 2017، طردت عائلة الشماسنة من منزلها من قبل مستوطنين إسرائيليين.
التوترات الأخيرة
حكمت محكمة منطقة القدس الأحد الماضي بأن ست عائلات فلسطينية أخرى في الشيخ جراح يجب أن تغادر منازلها على الرغم من أنها تعيش هناك منذ عدة أجيال.
وستعقد المحكمة العليا في إسرائيل جلسة استماع أخرى في شأن هذه القضية، الاثنين، مع احتفال الدولة باحتلال القدس الشرقية في ما يعرف باسم "يوم القدس".
ربط المستوطنات
وفي الطريق من رام الله إلى القدس تمر عبر الحي العريق، الذي يعد من أهم أحياء المدينة الحيوية، ويضم الفنادق السياحية، وقنصليات الدول الأجنبية، قبل أن تقيم فيه الأردن مجمعاً سكنياً للاجئين الفلسطينيين.
ويقطن في الحي أكثر من سبعة آلاف فلسطيني؛ 500 منهم يواجهون خطر التهجير من بيوتهم للمرة الثانية بعد سابقة عام 1948؛ حيث لجأوا إلى بيوت أقامتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عام 1954.
وأقيمت هذه البيوت على أراضٍ منحتها الحكومة الأردنية التي كانت تسيطر على القدس قبل احتلالها عام 1967 لوكالة "الأونروا" بهدف إيواء 27 عائلة مهجرة عبر اتفاق بين الجانبين.
وينص الاتفاق بين وزارة "الإنشاء والتعمير" الأردنية، و"الأونروا" على منح نحو 18 دونماً من أراضي حي الشيخ جراح لبناء المنازل قبل أن يتم تمليكها لهم مقابل تنازلهم على بطاقة اللاجئين.
وبهدف ربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها؛ تعمل تل أبيب منذ أكثر من 50 عاماً على تهويد حي الشيخ جراح، وطرد سكانه منه باستخدام قوانين يقول الفلسطينيون، إنها "سنت لصالح المستوطنين ومحاكم تقضي لصالحهم".