وضع رحيل يده الصغيرة في يد أمه لتقوده إلى المدرسة. في أول يوم له وقف مع باقي أقرانه الذين أنشدوا: حماة الديار، ثم شعار البعث. في الصف استلم كتاب القراءة. ردد خلف المدرس الذي وقف تحت صورة الرئيس: ألف كإجاص، باء كبرتقال..، ميم كموز. شرد رحيل وهو ينظر إلى الصور، بلع ريقه. تمنى أن تكون حقيقية ليأكلها. صار يسمع من فج عميق: تاء كتمر، ثاء كثعلب، جيم كجمر. لم يشعر بالاستاذ خلفه. ماذا كنا نردد يا رحيل؟ سأل الاستاذ. صمت رحيل، هوت عصا المدرس على يده الصغيرة فبكى، وتدحرجت البرتقالات، والإجاصات من عينيه الدامعتين، وسقط قرط الموز. في طريق العودة أخذ رحيل مكانا قصيا. فتح الكتاب وتفقد إذا مازالت مكانها ناسيا يده المتورمة.