اختارت مجلة The Economist البريطانية سوريا لتكون “دولة العام 2025” ضمن تصنيفها السنوي، الذي لا يعتمد على قياس القوة أو الرفاه، بل يركز على الدولة التي حققت أكبر قدر من التحسن السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال العام المنصرم.
وذكرت المجلة في تقريرها أن هذا الاختيار جاء تقديراً للتحولات الإيجابية التي شهدتها سوريا خلال عام 2025، في سياق عالمي اتسم باضطرابات سياسية واقتصادية واسعة، ورغم استمرار عدد من التحديات الداخلية.
وأشار التقرير إلى أن بداية التحول تعود إلى أواخر عام 2024، مع ما وصفته المجلة بـ”تحرير سوريا من النظام السابق”، وهو ما مهّد لتحسن ملموس في مستوى الحريات الاجتماعية وتعزيز وحدة الأراضي السورية خلال العام التالي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت التقرير إلى البدء بتخفيف العقوبات الغربية بشكل تدريجي، الأمر الذي أسهم في ظهور مؤشرات انتعاش أولية، إضافة إلى عودة نحو ثلاثة ملايين لاجئ إلى داخل البلاد.
وأكدت المجلة أن “الحياة في سوريا لم تصبح سهلة بالكامل، لكنها أصبحت أكثر طبيعية بالنسبة لغالبية السكان، ولم يعد الخوف شعوراً عاماً سائداً”، معتبرة أن هذا التحول النوعي، بعد سنوات طويلة من الحرب وعدم الاستقرار، كافٍ لمنح سوريا لقب “دولة العام”.
وأوضح التقرير أن المنافسة على اللقب كانت قوية، لا سيما مع الأرجنتين التي نفذت إصلاحات اقتصادية جريئة نجحت في خفض معدلات التضخم بشكل كبير، إلا أن شمولية التحسن السوري على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية رجّحت كفة سوريا في نهاية المطاف.
