شركة روسية تطالب مؤسسة الحبوب السورية بـ135مليون دولار

الأربعاء, 17 ديسمبر - 2025
حبوب مستوردة لسوريا
حبوب مستوردة لسوريا


رفض مدير عام المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب في سوريا، حسن العثمان، الخوض في تفاصيل عقود استيراد القمح الروسية، تعليقاً على ما نشرته وكالة «رويترز» للأنباء، أمس الثلاثاء، بأن شركة «بالادا» الروسية لتجارة الحبوب رفعت دعوى قضائية ضد مؤسسة الحبوب السورية بقيمة 135 مليون دولار.

واكتفى العثمان بالقول لـ «القدس العربي» إنه «لم يصل تبليغ رسمي بإقامة دعوى ضد المؤسسة»، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن الدولة «وقعت عقوداً لاستيراد 1,13 مليون طن منذ التحرير في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي من مصادر متنوعة منها روسية وأوكرانية ورومانية».

دعوى روسية

وأظهرت وثائق لمحكمة موسكو التجارية أن شركة «بالادا» الروسية لتجارة الحبوب رفعت دعوى قضائية ضد المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب في سوريا بقيمة 10.7 مليار روبل، وهو ما يعادل 135 مليون دولار.

وذكرت وكالة «رويترز» التي نقلت الخبر، أنه ووفقا لقاعدة بيانات المحكمة فقد أقامت الشركة الروسية دعوى قضائية ضد المؤسسة السورية في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ولا تتضمن قاعدة البيانات أي تفاصيل أخرى.

وتأسست «بالادا» الروسية عام 2022 عندما واجهت كبرى شركات تجارة الحبوب الروسية عقوبات غربية على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسرعان ما نمت لتصبح إحدى كبرى شركات تجارة الحبوب في البلاد.

وحسب الوكالة، فإن الدعوى القضائية الأخيرة هي الثانية التي ترفعها «بالادا» ضد مؤسسات حكومية سورية هذا العام، إذ رفعت دعوى قضائية ضد مصرف سوريا المركزي وشركة حبوب حكومية في 26 حزيران/ يونيو الماضي، وطالبت بتعويض قدره 5.6 مليار روبل أي ما يعادل 71.52 مليون دولار.

العثمان لـ «القدس العربي»: لم يصلنا تبليغ رسمي

وكانت روسيا، وهي أكبر مُصدر للقمح في العالم، مورداً رئيسياً للقمح إلى سوريا خلال فترة النظام السابق، وتوقفت الإمدادات الروسية مؤقتاً منذ سقوط النظام، لكنها استؤنفت لاحقاً.

دمشق لم تتبلغ

وأوضح العثمان أن «مؤسسة الحبوب لم يصلها أي تبليغ رسمي بإقامة دعوى ضد المؤسسة»، لكنه أوضح أن التعامل مع موردين روس تواصل حيث إنه «تم توقيع عقود لاستيراد 1,13 مليون طن منذ التحرير في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي من مصادر متنوعة منها روسية وأوكرانية ورومانية».

وبيّن أن حاجة البلاد من القمح الطري المخصص لصناعة الخبز «تصل إلى نحو مليونين ونصف المليون طن سنويا، والعام المنصرم كانت لدينا كميات مخزنة، وقمنا بشراء 374 ألف طن محلياً، إلى جانب منحة عراقية بحجم 174 ألف طن، على أن تتواصل عملية شراء القمح حتى نهاية الموسم».

وفي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة عمل إلى العاصمة الروسية موسكو حيث استقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذكرت الرئاسة السورية حينها في بيان أن «الزيارة هدفت إلى إعادة هيكلة العلاقات الثنائية بين سوريا وروسيا، وفتح ملفات التعاون السياسي والاقتصادي» .

وظلت روسيا المورد الرئيس للقمح لسوريا في السنوات الأخيرة من عهد النظام السابق، وبحجم استيراد سنوي يعادل حوالي مليوني طن من القمح الطري المعد للطحن، وعادة ما كانت تنفذ عقود الاستيراد نحو 16 شركة روسية بتسهيلات واسعة من قبل النظام السابق.

وفي 13 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، ذكرت وكالة «تاس» الروسية أن موسكو علّقت تصدير القمح إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب «عدم اليقين بشأن السلطة الجديدة»، ولتأخر سداد المستحقات المالية السابقة، ولكن الشركات الروسية عادت واستأنفت صادراتها، وفي 20 نيسان/أبريل الماضي، وصلت إلى سوريا شحنة تبلغ 6600 طن من القمح الروسي عبر ميناء اللاذقية، وذلك لأول مرة منذ سقوط النظام، وفي بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وصلت مرفأ اللاذقية 3 بواخر محمّلة بأكثر من 70 ألف طن من القمح، منها اثنتان من أوكرانيا، وواحدة من روسيا.

أمال بموسم جيد

ولطالما كانت سوريا من الدول المكتفية ذاتيا بالقمح وتصدر الفائض منه، حيث تجاوز انتاجها 4 ملايين طن سنويا قبل عام 2011، نصفها كان مخصصا للتصدير، لكن هذا الإنتاج تدهور كثيراً بسبب المعارك خلال سنوات الثورة، ليتراجع إلى نحو 800 ألف طن، ثم انخفض الرقم كثيرا بسبب الجفاف في الموسمين الماضيين، بحيث لم تتسلم مؤسسة الحبوب من الفلاحين في الموسم الأخير سوى 374 ألف طن، كما أكد عثمان.

وحسب ما أوضحته مصادر من وزارة الزراعة لـ»القدس العربي» فإن الآمال في الموسم الحالي معقودة على عودة ارتفاع إنتاج محاصيل الحبوب من القمح والشعير، وسط توقعات بتحسن معدل الهطل المطري الذي لم يتجاوز وسطيا 37 % من المعدل السنوي العام الماضي.

وذكرت المصادر أن المؤشرات والتوقعات من مراكز الرصد الدولية تشير إلى أن الموسم الحالي وخصوصا خلال الأشهر المقبلة من فصل الشتاء، ستصل فيها نسبة الهطل إلى المعدل السنوي وربما تتجاوزه في بعض المناطق.

وقالت إن الأمطار الساقطة حتى الآن باتت تعادل خمسة أضعاف ما هطل للفترة لذات ذاتها من الموسم الماضي، ما يعني أن موسم الحبوب سيكون مبشراً هذا