تعيش دمشق أزمة اختناقات مرورية، ومواقف للسيارات وازدحام بعد ارتفاع عدد السكان بعد التحرير بسبب عودة السوريين من دول اللجوء للإقامة أو للزيارة ما أدى الى مضاعفة عدد السيارات بينما بقيت البنية التحتية المرورية على حالها الأمر الذي فاقم من الأزمة المرورية خاصة في ساعات الذروة. وتبدو المدينة في أمس الحاجة لتطوير شبكات النقل العام، وإعادة تنظيم المدينة، ومنع أصحاب المنازل والمحلات التجارية من حجز مواقف السيارات ومنع الأخرين من استخدامها، حيث يشعر السائقون أنّ الشوارع صارت ملكيات خاصة مجزأة بين المؤسسات، وأصحاب المتاجر والمؤسسات.
السوري اليوم قام بجولة في شوارع دمشق ووقف على عدة مشاهدات لهذه الأزمة.
في أحد الشوارع التي تشهد كثافة مرورية كبيرة يصعب على المارة قطع الشارع خاصة الأطفال الذين يعرضون للخطر في حال الانتقال من الرصيف إلى الرصيف المقابل، في لقاء مع شرطي سير أكد لنا أن الازدحام وعوادم السيارات تشكل خطرا كبيرا ليس على المارة فقط بل على السكان بسبب الانبعاثات الغازية
وفي مقابلة أخرى تقترح السيدة انتصار العبدالله القادمة من تركية حديثا أن يقام مكان كراج شركة الكرنك سابقا مقابل وكالة سانا للأخبار مرآب للسيارات ويقام فوقه حديقة لتنقية الجو في دمشق فقد اصبح ملوثا أكثر من السابق بسبب تزايد اعداد السيارات ويمكن تحقيق فائدة مالية للدولة من تأجير المرآب بالمقابل نكون قد اضفنا متنفسا جديدا لدمشق وخففنا تلوث الهواء وحللنا أزمة وقوف السيارات في الشوارع وسط مدينة دمشق خاصة وان المساحة المذكورة تقع في مكان استراتيجي ويخدم شريحة كبيرة من الأفراد والشركات تكمل السيدة انتصار حديثها بأن هذا المشروع أو الفكرة شاهدتها في العاصمة التركية انقرة وتحديدا في حديقة جوفين بارك
ويقول ضياء الحسين وهو يعمل في صف السيارات في إحدى الشركات إننا دائما ما نقع في مشاكل مع أصحاب المواقف الخاصة لرفضهم صف سيارة في المكان الخاص بهم حتى ولو كان المكان خاليا وأنهم يحتكرون مساحات إضافية بوضع أحجار أو عواميد بلاستيكية أمام محلاتهم أو يقومون بتأجيرها لسيارات أخرى مما يدفعنا لصف السيارات في رتل ثان وهذا ما يجعل الطريق ضيقا ويعيق حركة السير ويخلق الازدحام في الشوارع
ويقول حسام محمد وهو سائق سيارة إن الدراجات النارية هي التي تعيق حركة السير أحيانا وخاصة عندما تكون الشوارع مزدحمة في اوقات الانصراف من الدوام ناهيك عن باصات النقل الداخلي وسيارات الأجرة التي تتوقف باستمرار، هذا بالإضافة للمارة الذين يجتازون الشارع بشكل عشوائي مما يطرنا للسير دائما ببطء تجنبا للحوادث
وأضاف الشرطي أ.ح بأننا كشرطة مرور نقوم بواجبنا ولكن الامكانيات جدا ضعيفة من حيث اشارات المرور والاماكن المخصصة للمشاة ناهيك عن سطوة رجال الاعمال وأصحاب المحال التجارية من الأثرياء والذين يرفضون أحيانا تنفيذ القوانين ويصرون على صف مركباتهم أمام محلاتهم حتى لو تسبب ذلك بقطع الطريق على المارة وعند كتابة مخالفة نتعرض للمشاكل فقد تم دهس اثنان من زملائي منذ فترة حيث توفي احدهم ولا يزال الآخر تحت العلاج وقد شاهدتم منذ أيام كيف كان أحدهم يصرخ على أحد عناصر الشرطة ويهدده بأنه من الاستخبارات وحتى اليوم نعاني من المحسوبيات التي تعيق تطبيق القانون . بالمقابل تسعى وزارة الداخلية التنسيق مع الجهات المعنية من أجل زيادة التوعية والتقليل من نسب الحوادث ووضع ضوابط وقوانين أكثر صرامة على المخالفين لقانون السير وتدريب رجال المرور لرفع مستوى كفاءتهم وزيادة مردودهم بالإضافة إلى وضعها خطة إعلامية لنشر الوعي المروري ودعم الثقافة المرورية بين المواطنين. وفي خطوة تهدف إلى تعزيز انسيابية حركة المرور وتلبية احتياجات الشارع الدمشقي، أعادت قيادة شرطة المرور عدداً من عناصرها السابقين إلى الخدمة بعقود مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بعد حصولهم على تسوية قانونية في المراكز المختصة. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لتحسين الخدمات المرورية وتعزيز الأمن في العاصمة دمشق. تضم دمشق العديد من الشوارع والمعالم، ومنها الشوارع الرئيسية مثل شارع الثورة وشارع خالد بن الوليد وشارع بغداد، بالإضافة إلى الأسواق القديمة مثل سوق الحميدية وسوق الحريقة. كما تشتهر بشوارعها التاريخية والأثرية في دمشق القديمة مثل شارع العابد وشارع الصالحية، وتقسيماتها الإدارية العديدة مثل الميدان والشاغور والقصور، وغيرها من المناطق الحيوية كالمزة.