الشرع يقدم تفاصيل التعاون مع إدارة ترامب والتعامل مع طموحات إسرائيل التوسعية

الخميس, 13 نوفمبر - 2025
الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع


نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقابلة أجرتها مع الرئيس السوري الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين، بعد زيارة تاريخية أولى إلى البيت الأبيض.
وفي حوار استمر ساعة، ناقش المقاتل السابق، والذي تحدث من خلال مترجم، أهمية إعادة بناء علاقة سوريا بالولايات المتحدة. كما قدم تقييمات صريحة للمحادثات الجارية مع إسرائيل، والعنف الطائفي الذي أعقب الحرب، ورحلته غير المتوقعة من متمرد متمركز في العراق وزعيم للمتمردين في سوريا إلى أول رئيس دولة سوري يلتقي رئيسا أمريكيا في واشنطن.
وقال الشرع إن هدف زيارته الأهم إلى واشنطن هو البدء ببناء العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة، لأن هذه العلاقة لم تكن جيدة على الإطلاق خلال المئة عام الماضية.
وأضاف أن حكومته كانت تبحث عن مصالح مشتركة بين الولايات المتحدة وسوريا و”وجدنا أن لدينا العديد من المصالح المشتركة التي يمكننا البناء عليها، مثل المصالح الأمنية والاقتصادية. ذلك أن استقرار سوريا سيؤثر على المنطقة بأسرها، كما أن عدم استقرارها سيؤثر عليها أيضا”. وأكد أن الإستقرار يرتبط بالاقتصاد او التنمية الاقتصادية التي ترتبط بربط العقوبات. وقال: “هذا الحوار مستمر منذ أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة. لكننا ما زلنا ننتظر القرار النهائي”.
قال “نمر الآن بمرحلة انتقالية، بعد ديكتاتورية نظام قاسٍ سيطر على البلاد لـ60 عاما، واستشهد بحالة الحرب الأهلية الأمريكية التي لم تهدأ تأثيرتها إلا بعد وقت طويل”
وسئل عن مصير مراسل “واشنطن بوست” أوستن تايس وفيما إن كانت لديه معلومات عن عمليات البحث عنه ومكان وجوده. وأجاب بشكل عام حيث تحدث عن المختفين أو المفقودين في أثناء الحرب الأهلية وعددهم 250,000 من السوريين وغيرهم من حملة الجنسيات الأخرى مثل تايس. وقال إن حكومته استطاعت إطلاق سراح مواطن أمريكي من السجون “عند وصولنا إلى دمشق، وسلمناه فورا إلى السلطات الأمريكية”. وأكد أن حكومته أنشأت لجنة للمفقودين، وهناك تركيز على الأشخاص الذين يحملون الجنسية الأمريكية وفقدوا في سوريا وبالتنسيق مع السلطات الأمريكية. وذكر أنه التقى ببعض عائلات المفقودين، ومن بينهم والدة أوستن تايس التي قال “إنها امرأة عظيمة، كما جعلتها تلتقي بوالدتي، لأن والدتي كانت لها قصة مشابهة. فقد فقدت لسبع سنوات، وظن الجميع أنني قتلت باستثناء والدتي. كانت لديها ثقة قوية بعودتي يوما ما”.
وعن ماضيه الجهادي وقتاله الأمريكيين في السابق، أجاب أن القتال ليس عيبا إذا كان لأهداف نبيلة، خاصة إذا كان دفاعا عن أرضك وعن شعب يعاني من الظلم. و “أعتقد أن هذا أمر جيد يستحق الإشادة. لقد خضت حروبا كثيرة، لكنني لم أتسبب قط في مقتل شخص بريء”. وأضاف أن المنطقة تأثرت بالسياسات الغربية والأمريكية، واليوم “لدينا الكثير من الأمريكيين الذين يتفقون معنا على أن بعض هذه السياسات كان خطأ وأنها تسببت في حروب كثيرة لا طائل منها”.
وعند سؤاله عن العنف الطائفي ومحاولة النظام السابق تأليب الأقليات ضد بعضها البعض، وأنه لم يفعل الكثير للحد من العنف الطائفي الذي اندلع في الأشهر الأخيرة، أجاب أن سوريا خرجت لتوها من حرب ضارية، وكانت تعيش في ظل ديكتاتورية ونظام قاسٍ سيطر على البلاد لمدة 60 عاما، وقال “نمر الآن بمرحلة انتقالية، وفي هذه المرحلة الانتقالية، هناك أوضاع وظروف وقوانين مختلفة عن الدول المستقرة”. واستشهد بحالة الحرب الأهلية الأمريكية التي لم تهدأ تأثيرتها إلا بعد وقت طويل، مستدركا أن السوريين الآن في مرحلة إعادة بناء الدولة، واستعادة القانون، وأكد “لكنني لا أقول إنه لا توجد مشاكل في سوريا،هذه ليست نهاية القصة..فهناك مصالح فردية لبعض الجماعات التي تسعى للاستقلال أو الحكم الذاتي. بعض هذه الأطراف تسعى لإيجاد مبرر لمصالحها، فتستخدم طائفتها أو عقيدتها كمظلة”.
وعن مشاركة حكومته في محاربة تنظيم الدولة إلى جانب القوات الأمريكية والدولية والجماعات الكردية، ذكر الشرع أن فصيله خاض حربا لمدة 10 أعوام ضد التنظيم وبدون تنسيق مع أي قوة غربية أو أي دولة أخرى. وأكد “سوريا اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية. إن إبقاء سوريا مقسمة أو وجود أي قوة عسكرية خارج سيطرة الحكومة، يعتبر البيئة الأمثل لازدهار تنظيم الدولة”.
واعتبر أن الحل الأمثل هو أن تشرف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا على دمج قوات سوريا الديمقراطية في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية. وستكون مهمة حماية الأراضي السورية من مسؤولية الدولة.
العلاقة مع إسرائيل
وعن العلاقة مع إسرائيل التي شنت هجمات متكررة ضد سوريا واحتلت أجزاء جديدة منها بعد انهيار النظام، قال إن بلاده دخلت حربا مع إسرائيل قبل 50 عاما وتم توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974 الذي ظل قائما لمدة 50 عاما. وعندما سقط نظام الأسد، ألغت إسرائيل هذا الاتفاق. ووسعت وجودها في سوريا، وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، واحتلت أراضٍ جديدة. ونفذت أكثر من ألف غارة جوية في سوريا منذ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وشمل ذلك قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع. ولم يرد عليها النظام الجديد “لأننا نريد إعادة إعمار سوريا”، بحسبه.
وأكد أن ما قامت به إسرائيل “ليس نابعا من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية”، مضيفا “لطالما ادعت إسرائيل أن لديها مخاوف بشأن سوريا لأنها تخشى التهديدات التي تمثلها الميليشيات الإيرانية وحزب الله. نحن من طردنا تلك القوات من سوريا”.
وكشف الشرع أن حكومته منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وقطعت شوطا طويلا في طريق التوصل إلى اتفاق، و” للتوصل إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها قبل الثامن من كانون الأول/ ديسمبر”. وقال إن “الولايات المتحدة تقف مع سوريا في المفاوضات وكذا العديد من الأطراف الدولية.. وترامب يدعم وجهة نظر حكومته وسيدفع بأسرع وقت ممكن من أجل التوصل إلى حل لهذه المسألة.”
كشف الشرع أن حكومته منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وقطعت شوطا طويلا في طريق التوصل إلى اتفاق ..ورفض فكرة منطقة منزعة السلاح جنوب دمشق كما تطالب إسرائيل
ورفض الشرع فكرة منطقة منزعة السلاح جنوب دمشق كما تطالب إسرائيل وأكد “الحديث عن منطقة منزوعة السلاح بالكامل سيكون صعبا، لأنه في حال حدوث أي نوع من الفوضى، فمن سيحميها؟ وإذا استخدمت هذه المنطقة المنزوعة السلاح من قبل بعض الأطراف كمنصة انطلاق لضرب إسرائيل، فمن سيكون مسؤولا عن ذلك؟” و “في نهاية المطاف، هذه أراض سورية، ويجب أن تتمتع سوريا بحرية التصرف في أراضيها”.
وأضاف “احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان لحماية إسرائيل، وهي الآن تفرض شروطا في جنوب سوريا لحماية مرتفعات الجولان. لذا، بعد بضع سنوات، ربما ستحتل وسط سوريا لحماية جنوب سوريا. وسيصلون إلى ميونيخ عبر هذا المسار”.
وعن مصير الرئيس السوري بشار الأسد المنفي في روسيا ويتمتع بحماية الزعيم الروسي فلاديمير بوتين. وإذا كان قد طرح تسليمه ومحاكمته على جرائمه، أثناء زيارته الأخيرة للكرملين، أجاب الشرع أن فصيله ظل في حرب مع روسيا لمدة عقد حيث أعلن الروس عدة مرات عن اغتياله. وقال”نحتاج روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن ونحتاج لتصويتها لتكون إلى جانبنا في بعض القضايا، ولدينا مصالح استراتيجية معها. لا نريد دفع روسيا إلى اتخاذ خيارات بديلة أو أخرى في التعامل مع سوريا”. وأضاف “أن قضية بشار الأسد تشكل إشكالية بالنسبة لروسيا، والعلاقة معها لا تزال في بدايتها وسنحتفظ بحقنا كسوريين في المطالبة بمحاكمة الأسد”