قال الجيش الإسرائيلي إنه شن سلسلة من الضربات على قطاع غزة يوم الأحد ردا على هجمات استهدفت قواته، في أحدث وأخطر اختبار لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال سكان في غزة ومسؤولون في قطاع الصحة إن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران الدبابات في أنحاء القطاع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم امرأة على الأقل.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش بالرد بقوة على ما وصفها بانتهاكات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين في منطقة رفح فتحوا النار على جنوده وأطلقوا صاروخا مضادا للدبابات.
وقالت كتائب القسام، جناح حماس العسكري، في بيان “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.
وأضافت “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري”.
* غموض يكتنف مسار السلام
سارعت عائلات فلسطينية إلى شراء المستلزمات من سوق رئيسية في مخيم النصيرات خوفا من انهيار الهدنة، بينما غادرت أخرى منازلها في خان يونس جنوبا، بعدما استهدفت غارات جوية مناطق قريبة منهم.
وتعيد هذه الغارات للأذهان الضربات التي شنتها إسرائيل ردا على ما اعتبرتها انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية في أواخر 2024، وهي الهدنة التي لا تزال صامدة إلى حد بعيد منذ ذلك الحين.
لكن هناك عوائق جسيمة لا تزال تعترض طريق إحلال السلام الدائم في غزة، حيث انهار وقف سابق لإطلاق النار في مارس آذار بعد هدوء نسبي استمر شهرين تقريبا، حين شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الجديد حيز التنفيذ في 11 أكتوبر تشرين الأول وأنهى حربا استمرت عامين، لكن الحكومة الإسرائيلية وحماس تتبادلان منذ أيام الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سيحدد بعلامات واضحة، وإن أي خرق لهذا الاتفاق أو محاولة لعبور الخط ستُواجَه بإطلاق النار.
* استمرار إغلاق معبر رفح
أصدرت حماس بيانا يشرح بالتفصيل ما قالت إنها سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل، وذكرت أن هذه الانتهاكات أدت إلى مقتل 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.
وقالت إسرائيل يوم السبت إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا، وإن إعادة فتحه مرهونة بوفاء حماس بالتزاماتها بموجب وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن القتلى. وأفرجت حماس الأسبوع الماضي عن جميع الرهائن الأحياء العشرين الذين كانت تحتجزهم، وفي الأيام التالية سلمت 12 من أصل 28 جثة لرهائن قتلى.
وتقول الحركة إنها ليست لها أي مصلحة في الاحتفاظ بجثث باقي الرهائن وإن هناك حاجة إلى معدات خاصة لانتشال الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وظل معبر رفح مغلقا إلى حد بعيد منذ مايو أيار 2024. وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضا على زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع، حيث قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس آب إن مئات الآلاف من السكان متضررون من المجاعة بالفعل.
وكان المعبر قناة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال هدن سابقة.
وعلى الرغم من زيادة تدفق المساعدات بشدة عبر معبر آخر منذ بدء وقف إطلاق النار، فإن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.
ولم تحل بعد قضايا رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وكيفية إدارة غزة في المستقبل وتشكيل “قوة استقرار” دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.