تعيين العقيد باسم محمد زنكلو، المعروف بلقب "أبو محمد زنكلو"، قائداً للواء 40 ضمن الفرقة 50 في وزارة الدفاع السورية، في خطوة اعتُبرت تتويجاً لمسيرته الطويلة في ميادين النضال والثورة منذ الأيام الأولى لانطلاقها.
ولد أبو محمد زنكلو في قرية أورم الجوز بريف إدلب عام 1979، وشغل سابقاً منصباً أمنياً في فرع المباحث بمحافظة حلب. إلا أنه، ومع بدايات الثورة السورية، أعلن انشقاقه عن النظام في 1 يناير/كانون الثاني 2012، ليكون من أوائل المنشقين في مدينة حلب، في موقف شجاع أثبت من خلاله انحيازه الكامل إلى صفوف الشعب في وجه الظلم والاستبداد.
بعد انشقاقه، لم يتردد زنكلو في الالتحاق بالعمل الثوري، فأسّس "كتائب فرسان الشام" ضمن تشكيل حركة أحرار الشام الإسلامية، ودعا العسكريين للانضمام إلى الثورة. شارك في معارك عديدة، أبرزها معركة تحرير محافظة إدلب ضمن غرفة عمليات "جيش الفتح"، وكان له دور ميداني مباشر في تحرير قريته أورم الجوز عام 2015، بعد سلسلة معارك عنيفة ضد قوات النظام.
عُرف أبو محمد بتفانيه في الدفاع عن قضيته، وإيمانه العميق بأن "الثورة فكرة، والفكرة لا تموت"، وهي عبارة لطالما كررها بين عناصره الذين كان يُعرف بينهم كقائد حريص، لا يوفّر جهداً في حماية رجاله من الاستهدافات المتكررة، ولا يتراجع عن المشاركة في الصفوف الأولى للقتال.
رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها، من تنقلات متكررة إلى تهديدات أمنية وهجمات، لم يتخلَ عن طريقه، بل واصل نضاله حتى لحظة تعيينه في منصبه الجديد، الذي يعكس تقديراً لتاريخه النضالي الطويل ومكانته لدى الثوار.
العقيد باسم زنكلو مثال حيّ لقادة وُلدوا من رحم الثورة، وعاشوا بين صفوف المقاتلين، يشاركونهم الألم والأمل، النصر والصبر. واليوم، يقود من موقعه الجديد مسيرة الدفاع عن مبادئ الثورة، في مرحلة تتطلب من القادة الثابتين مزيداً من الإصرار لبناء مستقبل سوريا الحرة.