بعد ستين سنة من تاريخ سورية التي خلالها لم يكن لها حضور في الأمم المتحدة على مستوى الرؤساء يسجل اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمته على منبر الأمم المتحدة حدثا تاريخيا يعكس عودة سوريا إلى مكانتها في المحافل الدولية، فيما يلي النقاط الرئيسية لكلمة الرئيس أحمد الشرع:
وقال الشرع إن "الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، هي حكاية صراع بين الخير والشر وبين الحق الضعيف الذي ليس له مناصر إلا الله والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير".
وأضاف أن "حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وهي تمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة في هذه المعركة الأزلية بين الحق والباطل تروى الرواية السورية لتحكي فصلا جديدا من فصول هذا الصراع فصلا مشرقا وعظيما بالإبداع زاخر بالمواجهة والإصرار والصبر والعذاب والألم والتضحية والفداء، لقد جئتكم من دمشق الحضارة وقيمة الإنس".
وتابع الرئيس السوري: "لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات تلك البلاد الجميلة التي علمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي لتصبح منارة يقتدي بها العالم
وأكمل: "سوريا ومنذ 60 عاما وقعت تحت وطأة نظام ظالم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم الذي صبر لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار الشعب مناديا بحريته وكرامته فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير
وأضاف: "لقد استخدم النظام السابق في حربه على شعبنا أبشع أدوات التعذيب والقتل والتهجير وإثارة الفتن الطائفية، واستخدم المخدرات كسلاح ضد الشعب والعالم، مزق بلادنا طولا وعرضا وهدم أهم حواضر التاريخ فيها واستقدم قوات أجنبية وميليشيات وعصابات من أصقاع الأرض وارتهن بلادنا الجميلة".
وقال الرئيس السوري: "لقد قتل النظام السابق نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجر نحو 14 مليون إنسان وهدم مايقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكينيها، لقد استهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيميائية بما يزيد عن مئتي هجوم موثق، نعم لقد استنشق أطفالنا وشبابنا ونساؤنا الغازات السامة، لقد فعل النظام السابق كل ذلك ليسكت صوت الحق، ومع كل ذلك الإجرام أنهى أي لغة سياسية للحل رغم ماكان يعرض عليه".
وتابع: "فما كان أمام هذا الشعب سوى أن ينظم صفوفه وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف، مواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت لستين عاما، عمل عسكري كان ملؤه الرحمة والخير وتغليب العفو والتسامح، معركة عسكرية لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني، استعاد الشعب فيها حقه وانتصر لظلمه".
وأكمل: "نعم لقد انتصرنا للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسرا، لقد انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين، انتصرنا لكم جميعا أيها العالم انتصرنا لمستقبل أبنائنا وأبنائكم ومهدنا الطريق لعودة اللاجئين إلى ديارهم ودمرنا تجارة المخدرات التي كانت تنتقل من بلادنا إلى بلادكم زمن النظام السابق".
وأكد أن "سوريا تحولت مع هذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها".
ولفت إلى أن "الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي الحاصل دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية سعيا لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد، غير أن الشعب السوري كان يملك من الوعي ما يمنعه من استمرار حصول الكوارث والعودة بسوريا إلى مربعها الأول".
وقال: "عملت الدولة السورية على تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي وخلصت إلى نتائج متماثلة بشفافية غير معهودة في سوريا، واـعهد بتقديم كل من تلطخت يداها بدماء الأبرياء إلى العدالة".
وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية قال الشرع: "لم تهدأ التهديدات الإسرائيلية بحق سوريا، السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا وشعبها، في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية مما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي"
وأعلن الشرع عن دعم سوريا للشعب الفلسطيني في غزة، ودان الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.