زيادة ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا بدعم من مشروع قطري ضخم

السوري اليوم
الجمعة, 1 أغسطس - 2025
زيادة ساعات الكهرباء مؤشر تنموي
زيادة ساعات الكهرباء مؤشر تنموي

أعلنت سفارة دولة قطر في دمشق، اليوم، عن تحسّن ملموس في واقع الكهرباء في سوريا، مع رفع عدد ساعات التشغيل اليومي إلى خمس ساعات للمواطنين، وتحقيق تحسّن بنسبة 40% في التغذية الكهربائية لأكثر من خمسة ملايين مشترك في مختلف أنحاء البلاد.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إطلاق المرحلة الثانية من المشروع القطري لإمداد سوريا بالكهرباء، يوم السبت الماضي، والتي تشمل نقل الطاقة عبر أذربيجان وتركيا بطاقة تصل إلى 800 ميغاواط، ما يشكّل دفعة قوية لقطاع الطاقة في سوريا الذي يعاني من أزمات متراكمة منذ أكثر من عقد.

وكانت المرحلة الأولى من المشروع قد تم تنفيذها بطاقة استيعابية بلغت 400 ميغاواط، وأسهمت في استقرار الشبكة الكهربائية، وخاصة في المناطق الصناعية والاقتصادية الحيوية، حيث ارتفعت ساعات التغذية من 16 إلى 24 ساعة يوميًا، ما ساعد في تحفيز عجلة الإنتاج الصناعي وتقليل اعتماد المنشآت على المولدات الخاصة.

التزام قطري متصاعد بدعم البنية التحتية السورية

ووفقًا لبيان السفارة القطرية، فإن إجمالي مساهمات صندوق قطر للتنمية في قطاع الكهرباء السوري تجاوزت 760 مليون دولار أمريكي حتى الآن، في مؤشر واضح على التزام الدوحة بدعم مسار إعادة الإعمار والتنمية في سوريا.

وأكد مسؤول قطري رفيع، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أن هذا المشروع "يمثل نموذجًا للتعاون العربي الإقليمي في مجال الطاقة، ويعكس حرص دولة قطر على دعم الشعب السوري في سعيه نحو التعافي والاستقرار".

دلالات استراتيجية

تأتي هذه المبادرة القطرية في وقت حساس تشهده الساحة السورية، حيث تتزايد الضغوط الاقتصادية والمعيشية على السكان، ما يجعل تحسين الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، أمرًا بالغ الأهمية. كما يُنظر إلى المشروع كخطوة ذات أبعاد سياسية واقتصادية، تعيد التأكيد على الدور العربي في إعادة بناء سوريا، في ظل تجاذبات إقليمية ودولية متزايدة.

ويأمل مراقبون أن يسهم هذا التحسّن في الكهرباء في تخفيف الأعباء اليومية عن المواطنين، وفتح المجال أمام انتعاش جزئي للنشاط الصناعي والتجاري، في وقت تشهد فيه سوريا تحديات كبيرة على صعيد إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.