تقرير استخباراتي أمريكي يتوقع استمرار الوضع السوري وتأزمه أكثر

السوري اليوم - متابعات
الخميس, 15 أبريل - 2021
أحد الأسواق الشعبية في مدينة دمشق (إنترنت)
أحد الأسواق الشعبية في مدينة دمشق (إنترنت)

نشر مدير المخابرات الأمركية أفريل هاينز، تقريراً استخباراتياً توقع خلاله أن تستمر الحرب في سوريا لسنوات مقبلة، إضافةً إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية هناك، والذي سيتسبب في موجة جديدة من الهجرة.

نشر هذا التقرير المؤلف من 27 صفحة، بالتنسيق مع رؤساء مجتمع المخابرات الأمريكية، والمخصص لتقييم التهديدات العالمية، تم تقديمه إلى الكونجرس الأمريكي ولجان القوات المسلحة بمجلس النواب.

تناول التقرير التهديدات العالمية للأمن القومي للولايات المتحدة، والأزمات، بالإضافة إلى التقييمات المتعلقة بالخطوات الروسية والإيرانية، حيث أكد على الصورة "القاتمة" لمستقبل بعض الدول التي تشهد صراعات في منطقة الشرق الأوسط، ومنها سوريا، محذراً من أن هذه الصراعات وتفشيها إضافة لمعاناة تلك الدول من أزمات سياسية اقتصادية، ومواجهة الإرهاب والتطرف فيها يزيد من احتمال "انهيارها"، مرجحاً تفشي الصراعات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد فيها دول كسوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها صراعات داخلية، غذتها تدخلات لبعض الدول الإقليمية ما أدى لأزمات عاصفة بتلك الدول من بينها سوريا، سواءً على الصعيد الداخلي والخارجي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.

الدول التي تطرق لها التقرير

التقرير الأمريكي خص بالذكر، سوريا وليبيا والعراق، حيث بدأ بالقول أن سوريا، تشهد أوضاعاً مأساوية خاصة على الصعيد الإنساني، حيث هناك تدهور للأوضاع الاقتصادية، محذراً من المزيد من التدهور والأزمات بالسنوات القليلة القادمة، ما سيزيد الوضع الإنساني تأزماً، واعتبر أن هذه الأوضاع تهدد بشكل مباشر القوات الأمريكية في سوريا، مضيفاً أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سيعاني كثيراً لاستعادة السيطرة على بقية الأراضي السورية الخارجة عن سيطرته، متوقعاً امتناع "الأسد" من الدخول في "مفاوضات سلام" كونه يعتمد على دعم روسي وإيراني في ذلك.

فيما يخص الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، فتوقع التقرير الاستخباراتي الامريكي أنها ستتعرض للمزيد من الضغوطات من جانب النظام السوري وحليفه الروسي، ومن الاتراك أيضاً، وأشار التقرير إلى أن ذلك سيتزامن مع المزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني بتلك المناطق في حال انسحبت القوات الأمريكية من هناك.

ماذا عن شمال شرق سوريا

ورجح التقرير الأمريكي، أن تواجه القوات الأميركية في شمال شرق سوريا، تهديدات من إيران والفصائل المسلحة الموالية لها أو للقوات الحكومية السورية، عبر هجمات يمكن إنكارها في الغالب، وأشار التقرير إلى أن “الإرهابيين” سيحاولون شن هجمات على القوات الغربية من ملاذاتهم الآمنة في سوريا، وقد يؤدي تزايد القتال أو الانهيار الاقتصادي إلى موجة هجرة جديدة من البلاد.

ومنذ عقد من الزمن تعاني سوريا من صراع على السلطة، تحول لشبه “حرب أهلية” بحسب وصف العديد من التقارير والبيانات الرسمية من قبل جهات أممية ودولية، وتسبب هذا الصراع في دخول تنظيمات إرهابية متطرفة إلى الأراضي السورية وقتال الحكومة والشعب السوري، ما شكل بؤر لتلك الجماعات تشن من خلالها الهجمات على قوات حكومية وأخرى متواجدة في مناطق سورية عدة.

وتحدث التقرير الأمريكي الذي يقيم المخاطر لعام 2021، عن أن نشاط إيران في عدة دول عربية إلى جانب التدخل الروسي والتركي، سيزيد من استمرار الإرهاب وحركة الاحتجاج، وأشار إلى أن التقلبات المحلية سوف تستمر مع ارتفاع وتيرة السخط الشعبي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا الفيروسية.