"اقصف إيران" vs "بوم تل أبيب"... موسيقى النار والدم تتحوّل إلى سلاح في الحرب الإعلامية

ميساء شيخ حسين
الأربعاء, 25 يونيو - 2025
دمار غير مسبوق في تل أبيب بسبب القصف الايراني
دمار غير مسبوق في تل أبيب بسبب القصف الايراني


في مشهدٍ لم يعد فيه الصراع محصورًا بين الجيوش والمواقع النووية، بل باتت الأغاني والمقاطع الموسيقية جزءًا من آلة التعبئة النفسية، اجتاح الفضاء الرقمي خلال الأيام الماضية مشهدٌ غير مألوف: معركة موسيقية بين أغنيتين من ضفّتين متقابلتين، كلٌ منهما تسعى لفرض سرديتها على جمهور مشحون بالسياسة، والألم، والغضب.

■ ترامب يطلق "أقصف إيران".. حين تتحوّل القاذفة B2 إلى فرقة روك
مساء الثلاثاء، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو على منصته "تروث سوشال"، يظهر فيه مونتاج درامي لقاذفات أمريكية من طراز B2 وهي تُسقِط القنابل، مصحوبًا بأغنية تحمل عنوان "اقصف إيران" (Bomb Iran)، أعيد تدويرها من أغنية ساخرة من الثمانينات، كانت قد انتشرت أثناء أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران.

تقول كلمات الأغنية:

> "أخبر آية الله بأنني سأضعه في صندوق.. العم سام يزداد حماسة.. حان الوقت لتحويل إيران إلى موقف سيارات..."

ويأتي الفيديو بعد تقارير استخباراتية، كشفتها شبكة CNN، تحدثت عن أن الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية لم تُحقّق سوى تأخير البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط، دون تدمير بنيته الأساسية. ترامب بدوره رفض هذه الرواية، وكتب في تدوينة منفصلة أن الضربات كانت "من أنجح العمليات العسكرية في التاريخ"، زاعمًا أن المواقع "دُمرت بالكامل".

لكن الفيديو، بطابعه الاحتفالي العنيف، بدا للمتابعين وكأنه عرض ساخر يرقص على حافة الانفجار.

■ "بوم بوم بوم تل أبيب".. الأغنية التي تصفع الرواية النمطية

وفي الجانب الآخر من ساحة الحرب الرقمية، صعد ترند عالمي مضاد، بأغنية لا تقل استفزازًا ولكن بلغة أخلاقية وألمٍ إنساني: "بوم بوم بوم تل أبيب".

الأغنية من إنتاج "دي جي خاماس"، وكتب كلماتها المحارب الأمريكي السابق في مشاة البحرية لوكاس كيج، الذي خدم في العراق وأفغانستان، ويُعرف بمواقفه المناهضة للحروب. الأغنية ترجمت إلى عدة لغات، وتداولها المستخدمون بشكل واسع على تيك توك، إنستغرام وتويتر، لتتحوّل خلال ساعات إلى "نشيد رقمي" غاضب من السياسات الإسرائيلية في غزة.

من كلماتها:

"الآن تركضون تحت القصف... كيف هو شعور قصف المدنيين؟"
"أنتم من جلبتم هذا على أنفسكم... لقد حان وقت النزف."
وفي زمنٍ تتداخل فيه الجبهات العسكرية مع جبهات الإعلام الرقمي، لم تعد الأغاني مجرد تعبير فني، بل أضحت سلاحًا معنويًا يخوض معركته في وعي الشعوب. بين قاذفات B2 في فيديو ترامب، وصرخة "بوم تل أبيب" من محارب سابق، يبدو أن العالم بات يكتب نشيده الوطني القادم على وقع الانفجارات، لا الأوتار.