أكدت الهيئة العامة للطيران المدني السوري، مساء السبت، أن مطار القامشلي الدولي مغلق حالياً لأسباب تشغيلية، وذلك بموجب إعلان الطيارين (NOTAM) رسمي صادر عنها، مشددة على أن القرار نافذ وملزم لكافة شركات الطيران والجهات المعنية على الصعيدين المحلي والدولي.
ويأتي هذا البيان في ردّ مباشر على قرار “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا القاضي بإنشاء “إدارة عامة للمطار” تتبع لـ”المجلس التنفيذي”، بموجب القرار رقم 136 الصادر بتاريخ 9 حزيران الجاري.
وقالت الهيئة في بيانها إنّها الجهة الوحيدة المخوّلة قانونياً بإدارة وتشغيل المطارات في سوريا، وتنظيم الحركة الجوية ضمن الأجواء السورية، مؤكدة أن إصدار أو تعديل أي إعلان مِلاحي يندرج حصراً ضمن صلاحياتها.
وأضافت أن المطار مغلق أمام كافة أشكال الحركة الجوية، وأن أي محاولة لتشغيله أو استخدامه دون موافقة رسمية مسبقة تُعد خرقاً صريحاً للقوانين الدولية الناظمة للملاحة الجوية، وستُواجه بالإجراءات القانونية المناسبة.
“الإدارة الذاتية” تُعلن تأسيس إدارة مستقلة للمطار
في خطوة اعتبرتها مصادر حكومية خرقاً لاتفاق موقّع سابقاً، أعلنت “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” عن استحداث “إدارة عامة لمطار القامشلي”، بحيث تخضع لها مالياً وإدارياً، وتقوم بتسوية أوضاع الكادر الإداري والمالي للمطار.
ووفق نص القرار، تُبلَّغ كافة الجهات المعنية للعمل على تنفيذه اعتباراً من تاريخ صدوره، أي 9 حزيران 2025.
خرق لاتفاق آذار بين الحكومة و”قسد”
قرار “الإدارة الذاتية” يُعد، وفق محللين، انتهاكاً جديداً لاتفاق العاشر من آذار الذي جرى توقيعه بين الحكومة السورية الجديدة، ممثَّلة بالرئيس أحمد الشرع، وقيادة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، ممثلة بالقائد مظلوم عبدي.
ونصّ الاتفاق حينها على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المطارات والمعابر وحقول النفط والغاز”.
غير أن “قسد” و”الإدارة الذاتية” نقضتا الاتفاق في أكثر من مناسبة، من بينها:
• توسيع شبكة الأنفاق العسكرية شمال شرقي سوريا.
• فرض مناهج تعليمية خاصة بها في امتحانات الشهادات.
• استمرار حملات الاعتقال وتجنيد الأطفال.
• تنفيذ سياسات إدارية منفصلة عن الدولة السورية.
تداعيات محتملة وتحذيرات سيادية
يرى مراقبون أن التداخل الإداري على مطار القامشلي قد يؤدي إلى إرباك في سلامة الملاحة الجوية، ويُعرّض شركات الطيران لمخاطر قانونية وأمنية. فيما حذرت الهيئة العامة للطيران المدني من التصرف الأحادي في ملف المطار، مؤكدة أن ذلك قد يُقابل بردّ قانوني صارم.
ويُعد مطار القامشلي الدولي واحداً من أبرز المنشآت الحيوية في شمال شرقي سوريا، وله أهمية استراتيجية في النقل المدني والعسكري، ما يجعله نقطة حساسة في أي تفاهم سياسي قادم بين دمشق و”قسد”.