في خطوة تعكس روح الأمل بعودة الحياة الزراعية إلى الريف الدمشقي، أقامت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية يوماً حقلياً في محطة بحوث شبعا بريف دمشق تحت عنوان: “تجارب الخضار الصيفية المزروعة في شبعا وأهم عمليات الخدمة المقدمة”.
الفعالية، التي نُظّمت اليوم بمشاركة عدد من الباحثين والمختصين، شكّلت منصة علمية وعملية لتسليط الضوء على أهمية الزراعة المستدامة في ظل التحديات المناخية والبيئية التي تواجه سوريا، ولا سيما في المناطق التي كانت تُعد يوماً سلة غذاء البلاد، كالغوطة الشرقية والغربية، والتي تضررت بفعل التصحر وتوقف مشاريع الري وتجريف التربة خلال الأعوام الماضية.
تضمّن اليوم الحقلي جولات ميدانية على التجارب الزراعية المقامة في المحطة، إلى جانب نقاشات علمية حول حفظ بذار الأصناف المحلية وتقييمها وإكثارها، ودراسة الموارد الوراثية النباتية للخضار المزروعة في المنطقة، بما في ذلك مواصفاتها وميزاتها التكيفية مع البيئة المحلية.
وأكد المشاركون لوكالة سانا أن هذه الموارد تُعد كنزاً وطنياً يجب الحفاظ عليه، خاصة في ظل التغيرات المناخية الحادة، نظراً لما تتمتع به من قدرة على الصمود والتأقلم، مشيرين إلى أهمية توسيع العمل على صون هذه الموارد وتوظيفها في برامج الإكثار والزراعة التكيفية.
وفي هذا السياق، شدد المهندس أسامة مهرة، رئيس دائرة الخضار، على ضرورة استعادة الزخم الزراعي في المناطق المتضررة، داعياً إلى الاستثمار في الأصناف المحلية التي أثبتت قدرتها على التكيّف والإنتاج في ظروف صعبة. واعتبر أن الفعالية تمثل خطوة في مسار أوسع نحو إحياء الإنتاج الزراعي المحلي في ريف دمشق، وتحديداً في الغوطتين، حيث تتوق الأرض والناس إلى عودة الخُضرة والاستقرار.
واختُتم اليوم الحقلي بتوصيات تدعو إلى تفعيل السياسات الزراعية الداعمة للفلاحين، وتوفير البنية التحتية اللازمة لإعادة تشغيل مشاريع الري والتوسع في التجارب البحثية الميدانية. كما أُكد على ضرورة إشراك الشباب والخريجين الجدد في هذا النوع من الأنشطة البحثية والعملية، بما يضمن تجديد الدماء في قطاع الزراعة السوري وتحفيز روح المبادرة والإبداع الزراعي لبناء مستقبل أخضر ومستدام.