تفكيك سردية قسد حول "الغالبية الكردية" في الحسكة: قراءة ديموغرافية دقيقة للباحث مهند الكاطع

السوري اليوم
الأربعاء, 28 مايو - 2025

 منذ نشأتها، قامت "قسد" على فرضية سياسية خطيرة، تروج فيها أن الأكراد هم المكون الأكثر عدداً في محافظة الحسكة، وبالتالي "يستحقون" هذه الأرض وحقّ تقرير مصيرها.

هذه الفرضية لم تُستخدم فقط لتبرير السيطرة العسكرية والإدارية، بل تعدّت ذلك إلى إنكار الوجود العربي والسرياني والمسيحي واليزيدي وغيرهم من أبناء المنطقة الأصليين، الذين يشكّلون في الحقيقة السواد الأعظم من سكان المحافظة.

 طوال العقدين الماضيين، سعت قسد ومن سبقها من تشكيلات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إلى استقدام أكراد من خارج سوريا، خاصة من جبل قنديل ومناطق حدودية في تركيا والعراق وتوطينهم في قرى ومزارع وبلدات شمال الحسكة، وذلك من اجل خلق "واقع سكاني" جديد يخدم سرديتهم أمام المجتمع الدولي، ترويجاً لفكرة أن "المنطقة كردية تاريخياً" لإضفاء شرعية وهمية على مشروعهم الانفصالي

وهنا تأتي أهمية عمل الباحث السوري مهند الكاطع، الذي استخدم أدوات التحليل العلمي والإحصائي ليفنّد هذه المزاعم ويوضّح الخريطة الديموغرافية الحقيقية لمحافظة الحسكة، بعيداً عن الشعارات العاطفية أو المشاريع الأيديولوجية الضيقة.

بحسب دراسة الكاطع، التوزيع الديموغرافي الواقعي في الحسكة هو كما يلي:

📍 الأكراد

▪️ يتركزون في الشريط الحدودي الشمالي (باللون الأصفر على الخرائط)

▪️ يشكلون غالبية فقط في 3 نواحٍ إدارية من أصل 17:

- عامودا

- الدرباسية

- مركز المالكية

▪️ لهم وجود متوسط في:

- القامشلي

- القحطانية

- الجوادية

▪️ بينما هم شبه معدومين أو غائبين تمامًا عن:

مركدة، الشدادي، العريشة، الهول، اليعربية، جزعة

▪️ وأقلية صغيرة في:

- الحسكة، رأس العين، تل براك، تل حميس

النسب الديموغرافية:

عام 2011: نحو 27% من سكان المحافظة

2025: انخفضت إلى نحو 15% فقط، نتيجة:

هجرات واسعة نحو أوروبا بسبب سياسات "قسد":

- اختطاف القاصرين والتجنيد الإجباري

- نزوح آلاف العرب من دير الزور والرقة واستقرارهم في الحسكة

🔹 المكونات الأخرى:

- العرب: هم الغالبية السكانية (اللون الأزرق)

- المسيحيون (سريان وآشوريون وأرمن): يتركزون في مدينة القامشلي، خاصة حي الوسطى والأربوية (اللون الزهري)

- التركمان والشيشان: حوالي 0.3%، في رأس العين وما حولها (اللون البرتقالي)

- الايزيديون: يشكلون أيضًا 0.3% من السكان (اللون البني)

 الرسالة المحورية:

ما تُروّج له "قسد" حول هوية المنطقة و"أحقيّة السيطرة الكردية" هو اختزال خطر لتاريخ المنطقة وتنوعها، وهو بمثابة قنبلة تفتيت وفتنة موجهة ضد الدولة السورية والمجتمع السوري.

وكما يُشدّد مهند الكاطع:

 "حتى لو كانت الحسكة كلها من مكون واحد، لا يحق لأي فئة فرض سيطرة على الأرض خارج إطار الدولة الوطنية الجامعة".