وثيقة المبادئ الخمسة... اختراق حالة الاستنقاع السوري

السويداء
السويداء

أحمد مظهر سعدو 

يتعيّن نجاح الثورات والانتفاضات بدلالة ما يمكن أن ينتج عنها من متغيّرات وسياقات، تحرّك المياه الراكدة وتعيد إنتاج الواقع المتحرّك وفق محدّدات جديدة، وعلى هدي ديناميات متجدّدة أخرى، تواكب حالة الحراك الشعبي الميداني الجارية. فقد تمكّنت ثورة السوريين، عبر حِراكِها السلمي المُنتفض في الجنوب السوري (السويداء)، منذ أكثر من ثمانية أشهر، أن تعيد الحياة إلى جُلّ الحراك الوطني السوري الديمقراطي، الذي كاد أن يخبو، كما اقترب فعلياً من حالة أشبه بالاستنقاع. ويبدو أنّ نشاط (وحركة) شباب السويداء، ونسائها وشيّابها، وتآلف الجميع بكلّ الفعاليات الوطنية والمنظمات المحلية من أجل سورية الحرة المدنية، والعمل على أساس الوصول إلى بناء دولة المواطنة المفتقدة في سورية منذ عقود طويلة، وإصرارهم الحثيث على المضي في مسارات العمل الوطني السوري الفاعل، ومن ثمّ اجتراح الحلول تلو الحلول، وأيضاً بعث الروح المعطاءة في زوايا ومنعرجات الوطن السوري وجغرافيته على امتدادها، بدءاً بوثيقة "المناطق الثلاث"، ثم انضمام الساحل السوري وفعّالياته المعارضة لها، لتغدوا "المناطق الأربع"، ذلك كلّه، على ما يبدو، واستمرار النجاحات والمراكمة في العمل الوطني على أيدي تجلّيات العمل الوطني في جبل العرب وسهل حوران، قد آتى أُكله هذه المرّة، وأسهم في إنتاج وثيقة وطنية تحمل المبادئ الخمسة وتصقل الأفكار، عبر إنتاج وإشاعة حالة غير مسبوقةٍ في الحالة السورية، وقادرة على الفعل، إذ عمل نشطاء السويداء، وعبر أشهر عديدة، على فتح حوار مفيد بشأن مبادئ أوليّة تلامس كلّ الوضع السوري، وتعيد بناء الحياة في الواقع السوري على أسس جديدة، فالجميع قد أسهم في صياغة هذه الورقة/ الوثيقة، ثمّ وقّع عليها أكثر من 60 تنظيماً ومنظّمة مُعارِضَة سوريّة على امتداد الجغرافيا السورية، بالإضافة إلى عشرات من الأفراد والنشطاء، بعد أن عجزت متفرّعات واستطالات المُعارَضَة الرسميّة السوريّة كلّها، خلال سنواتها الثلاث عشرة السابقة، عن القيام بمثل هذه النتاجات اللافتة والجدّية. ولعلّها اليوم، وبعد أن واكبت احتفالات السوريين بيوم جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية إبّان نضالات شعبية سورية كثيرة ومريرة، لعلّ هذه الوثيقة المُنْتَجَة في تاريخ 19 إبريل/ نيسان 2024 تؤسّس لأن تكون بداية مهمّة من أجل إنتاج وصياغة العقد الاجتماعي الوطني السوري المطلوب والمأمول، الذي تعثّرت فيه المعارضة السورية قبل ذلك كثيراً، كما أصابها التشظّي والتذرّر والانفلاش، والمزيد من الضياع. ورقة حراك السويداء وجبل العرب أضحت وثيقة وطنيّة بامتياز، بعد تمكّن نشطاء السويداء من أن يحصلوا على توقيعات كثيرة، كما أسلفنا، لم يتوقعها أحد، فشملت عدداً من القطاعات والامتدادات الشعبية السورية العريضة والكبرى. فهل ستكون، بهذا الشكل وهذا الإخراج، بمثابة الاستفتاء الشعبي الأكثر أهمية الذي لم يحصل منذ زمن طويل؟

هذه الوثيقة/ الرسالة، القصيرة والمعبّرة والموجّهة إلى السوريين كلّهم، وإلى هيئة الأمم المتحدة، وكذلك إلى المجتمع الدولي المنشغل هو الآخر عن القضية السورية والمسألة السورية، في كثير غيرها، أطّرت بنقاط خمس تتركّز في: أولاً، أحقّية التظاهر السلمي، سواء المستمر في السويداء منذ ثمانية أشهر ضدّ سلطة النظام أو ضد قوى الأمر الواقع العنصرية والمتطرّفة أو في أيّ منطقة سورية. ثانياً، التأكيد على الثوابت الوطنية المتمثلة في وحدة التراب والهوية الوطنية، ورفض المشاريع الانفصالية. ثالثاً، تفعيل الحلّ السياسي بمرجعية قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وبيان جنيف 1 لعام 2012، والقرارات الدولية ذات الصلة، والدخول الفوري في المرحلة الانتقالية وتحقيق التغيير السياسي الذي يهيئ البيئة الآمنة لاستعادة السوريين قرارهم الوطني، ويحفّز العودة الآمنة للمهجرين منهم، ويفضي إلى الوصول لدولة الحقّ والقانون والمواطنة للسوريين كلّهم، تحدد دستورها ونظام حكمها السياسي والإداري هيئة تأسيسية مُنتخَبة من السوريين كلّهم في المرحلة الانتقالية. رابعاً، الإفراج الفوري عن المعتقلين، والكشف عن مصير المغيبين قسرياً، وإلغاء جميع الأحكام التعسّفية التي طاولت شرائح المجتمع السوري كافّة، وأكثرها أهمية أحكام محكمة الإرهاب غير الشرعية، ومحاسبة كلّ من تلطّخت أيديهم بدماء وحياة السوريين، وتحقيق العدالة الانتقالية. خامساً، خروج القوات الأجنبية والمليشيات الطائفية والمتطرفة كافّة، وعودة الأمن والأمان إلى جميع الأراضي السورية.

أسهم العمل الوطني في جبل العرب وسهل حوران في إنتاج وثيقة وطنية تحمل المبادئ…

 بوريل: غزة دُمرت أكثر من مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية

قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، امس الثلاثاء، خلال كلمة ألقاها في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، إن الحرب الإسرائيلية على غزة عرّضت مدن القطاع إلى "دمار أكبر مما تعرّضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية".

وفي إشارة إلى تجاوز ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة 110 آلاف شهيد ومصاب، قال بوريل: "يمكننا القول إن أكثر من 60 في المئة من البنية التحتية المادية في غزة تضررت، منها 35 في المئة دمرت بالكامل". وأضاف: "تعرضت مدن غزة لتدمير أكثر من المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية". وأشار أيضاً إلى استشهاد 249 من العاملين في المجال الإنساني ونحو 100 صحافي في الهجمات الإسرائيلية، قائلاً إنّه "يجب على إسرائيل احترام القانو…

مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون مكافحة كبتاغون سوريا 

وافق مجلس الشيوخ الأميركي، على قانون مكافحة مخدرات "الكبتاغون 2"، الذي يدعو إلى فرض عقوبات على النظام السوري و"حزب الله" اللبناني وشبكاتهما، وجميع من ينشط أو ينخرط بالاتجار في المخدرات.

ومن المقرر أن يصبح المشروع قانوناً نافذاً واجب التطبيق، بعد توقيعه من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال التحالف الأميركي لأجل سوريا والمجلس السوري الأميركي في منشور عبر منصة "إكس"، إن "مجلس الشيوخ أجاز مشروع قانون (الكبتاغون2) ضمن حزمة تشريعية مستعجلة"، بموافقة 79 عضواً مقابل رفض 18.

وطرح مشروع القانون برعاية الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليكون متمماً لقانون "الكبتاغون 1" الذي أقر أواخر 2022، ويدعو الحكومة الأميركية وضع استراتيجية عامة لتعطيل شبكات "الكبتاغون" المرتبطة بالنظام السوري وإضعافها وتفكيكها.

ويمنح القانون الجديد صلاحيات موسعة للولايات المتحدة لمحاسبة النظام والشبكات المرتبط بها، وجميع من ينشط أو ينخرط في الاتجار بالمخدرات أو بتصنيعها بغض النظر عن جنسيته.

المصدر : العربي الجديد