عشر سنوات من الدمار في سوريا

متظاهرون في مدينة عفرين يرفعون علم الثورة (خاص)
متظاهرون في مدينة عفرين يرفعون علم الثورة (خاص)

كان الأمس ذكرى مرور عشر سنوات على مواجهة الاحتجاجات والمظاهرات ضد بشار الأسد بالقوة، وتحوّلت الانتفاضة التي كانت جزءًا مما يسمى "الربيع العربي" إلى حرب طويلة ووحشية. إنه صراع تميز في مراحل مختلفة بالحصار والجوع والقصف والقتل في الشوارع، والهجمات الكيماوية وتدمير المستشفيات، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.

لقد فشلت الدبلوماسية الدولية إلى حد كبير، وربما لم تفشل وإنما انكشف أداؤها، ودُمرِّت مدن وبلدات بأكملها، وأجبر أكثر من 12 مليون شخص على الفرار من ديارهم، إما أن يصبحوا لاجئين أو نازحين في بلادهم،

لا أحد يعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين قُتِلوا، على الرغم من أن معظمهم يتفقون على أن العدد تجاوز منذ فترة طويلة نصف مليون شخص.

وهذا لا يشمل الأرواح التي فُقدت بسبب المرض ونقص الدواء والعلاج والرعاية الصحية، أو بسبب الجوع ونقص الغذاء وحليب الأطفال، أو الأطفال الذين تجمّدوا حتى الموت في خيامهم، والأطفال الذين لم يجدوا لهم مكاناً أو غذاء.

كل منظمة ومؤسسة أو مبادرة إنسانية، وكل مجموعة مساعدة تمتلك تقاريرًا جديدًة أو بيانًا جديدًا حول هذه "الذكرى"، وكل منها يضع حلولاً منقوصة وآنية.. ولا يمكن إيقاف التدهور للوضع الإنساني إلا بتضافر جهود إنسانية وديبلوماسية، وإرادة قوية من السوريين المدنيين أنفسهم الذين يتحملون المعاناة المتزايدة؛ لأنه لم يكن لديهم خيار سوى محاولة تحملها.