قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان إلى ما بعد الأول من أيار/مايو، الموعد الذي حدد في اتفاق مع طالبان، على أن تنسحب كل القوات “من دون شروط” بحلول 11 ايلول/سبتمبر. مسؤول الإدارة الأمريكية صرح: “سنبدأ انسحابا منظما للقوات المتبقية قبل الأول من أيار/مايو ونتوقع إخراج كل القوات الأمريكية من البلاد قبل الذكرى العشرين (لاعتداءات) 11 ايلول/سبتمبر”. وأضاف “ابلغنا طالبان من دون أي التباس أننا سنرد بقوة على أي هجوم على الجنود الأمريكيين خلال قيامنا بانسحاب منظم وآمن”. حركة طالبان حذرت في الآونة الأخيرة واشنطن من أي تجاوز لموعد 1 أيار/مايو مهددة بالرد بالقوة فيما امتنعت عن أي هجوم ضد القوات الأجنبية منذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في 2020.
حرب العشرين عاما
في أوج انتشار الجيش الأمريكي، كان هناك حوالى مئة ألف جندي أمريكي في افغانستان في 2010-2011. وخفض الرئيس الأسبق باراك أوباما عديده الى 8400 رجل عند نهاية ولايته الثانية ثم أرسل الرئيس السابق دونالد ترامب تعزيزات وأصبح العدد 14 ألفا في 2017. لكنه تعهد لاحقا القيام بانسحاب تدريجي، ولم يعد هناك سوى 2500 جندي أمريكي في أفغانستان. ومن أجل إنهاء أطول حرب في التاريخ الأمريكي، وقعت واشنطن إبان ولاية ترامب اتفاقا تاريخيا مع طالبان في شباط/فبراير 2020 في الدوحة. ونص الاتفاق على سحب كل القوات الأمريكية والأجنبية قبل 1 أيار/مايو بشرط أن يتصدى المتمردون لنشاط اي تنظيم ارهابي في المناطق التي يسيطرون عليها. ووجوب ان تباشر طالبان مفاوضات سلام مباشرة مع حكو مة كابول. لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت في ايلول/سبتمبر على ان يتم احياؤها اعتبارا من 24 نيسان/ابريل في اطار مؤتمر في اسطنبول.
تركيا تستضيف مؤتمرا دوليا حول افغانستان
وكانت تركيا أعلنت في وقت سابق أنها ستستضيف مؤتمر السلام الدولي حول أفغانستان في اسطنبول في الفترة من 24 نيسان/أبريل إلى 4 أيار/مايو بحضور ممثلين عن الحكومة الأفغانية وعن حركة طالبان. وجاء في بيان للخارجية التركية أن مؤتمر اسطنبول حول عملية السلام في أفغانستان يرمي إلى “تسريع المفاوضات الأفغانية-الأفغانية الجارية في الدوحة واستكمالها من أجل التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومستدامة .
وفي تطور لاحق ، صرّحت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور الأربعاء (14 أبريل/نيسان 2021) أن قوات حلف شمال الأطلسي ستنسحب في أيلول/سبتمبر على الأرجح من أفغانستان، على غرار القوات الأمريكية.
وقالت كرامب كارنباور للإذاعة العامة الألمانية "ARD" قبل اجتماع الأربعاء لوزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء في الحلف الأطلسي "قلنا دائما: ندخل معا (مع الأمريكيين) ونخرج معا". وأضافت "أنا مع انسحاب منظم لذلك أفترض أننا سنقرر ذلك اليوم".