الشرع في باريس: زيارة مفصلية تعيد رسم ملامح العلاقة بين دمشق والغرب

السوري اليوم
الأربعاء, 7 مايو - 2025
الشرع في باريس: زيارة مفصلية تعيد رسم ملامح العلاقة بين دمشق والغرب
الشرع في باريس: زيارة مفصلية تعيد رسم ملامح العلاقة بين دمشق والغرب

باريس – السوري اليوم

يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء 7 أيار/مايو 2025، زيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، في أول محطة أوروبية له منذ تسلّمه السلطة عقب الإطاحة ببشار الأسد أواخر العام الماضي. وتأتي الزيارة وسط اهتمام دولي واسع، كونها تمثل أول خطوة سياسية كبيرة باتجاه إعادة تموضع سوريا على الخارطة الدبلوماسية الغربية.

فرنسا... البوابة الطبيعية نحو أوروبا

يُنظر إلى فرنسا باعتبارها الشريك الأوروبي الأكثر انفتاحًا على سوريا في هذه المرحلة، نتيجة روابطها التاريخية في المنطقة ومصالحها الممتدة في كل من سوريا ولبنان. ويرى مراقبون أن باريس تمثل الخيار الطبيعي لأول زيارة أوروبية للشرع، خاصة في ظل نهجها المتوازن مقارنة بالموقفين البريطاني والأمريكي الأكثر تحفظًا.

ويعتقد مراقبون أن التحرك الفرنسي يأتي في سياق رغبة باريس بلعب دور فاعل في صياغة المرحلة القادمة من الحل في سوريا، مستفيدة من حالة الفراغ الإقليمي والدولي الذي تركه الجمود في المسار الأممي.

ملفات معقدة على طاولة الإليزيه

تشير مصادر متابعة إلى أن المحادثات بين الشرع والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستركز على ثلاثة محاور رئيسية: مستقبل العملية السياسية الانتقالية، دعم جهود إعادة الاستقرار في الداخل السوري، وبحث سبل التعاون الاقتصادي والإنساني، في ظل واقع اقتصادي متدهور يعاني منه السوريون منذ سنوات.

كما يتوقع أن تُطرح مسألة حماية الأقليات في سوريا، خاصة بعد تزايد المخاوف من موجات العنف الطائفي، ضمن مسعى أوروبي للضغط باتجاه بناء دولة مدنية تضمن الحقوق المتساوية لجميع المواطنين.

انفتاح مشروط وتحفظات قائمة

الزيارة تأتي بعد حصول الشرع على إعفاء مؤقت من الأمم المتحدة يسمح له بالسفر، رغم بقائه مدرجًا على قوائم العقوبات بسبب ماضيه المرتبط بجماعات مسلحة في فترة سابقة. ويرى مراقبون أن فرنسا تتبع مقاربة "الانفتاح المشروط"، إذ لا تزال تنتظر خطوات ملموسة في مسار الإصلاح السياسي والشفافية والعدالة الانتقالية قبل اتخاذ قرارات كبرى بشأن العقوبات أو الدعم المباشر.

رسائل مزدوجة للداخل والخارج

بحسب المتابعين، تحمل الزيارة رسائل متعددة؛ فهي تعكس رغبة دمشق الجديدة في إعادة التواصل مع العالم، والانفتاح على شركاء دوليين يمكنهم الإسهام في تخفيف عزلة البلاد وتحسين أوضاعها الاقتصادية. كما أنها مؤشر على قبول مبدئي – وإن كان حذرًا – من بعض العواصم الغربية للتعاطي مع القيادة الجديدة في سوريا.

تشكل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى باريس منعطفًا في العلاقات السورية-الأوروبية، وسط تطلعات لأن تكون بداية لمسار أكثر توازنًا يفضي إلى تسوية سياسية شاملة، تحفظ وحدة سوريا وتستجيب لتطلعات شعبها في العدالة والاستقرار.