نيويورك تايمز: تسوية درزية مع الحكومة السورية بعد أيام من العنف في أشرفية صحنايا

السوري اليوم
الأحد, 4 مايو - 2025
الحياة تعود إلى اشرفية صحنايا /سانا
الحياة تعود إلى اشرفية صحنايا /سانا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا موسعًا حول تطورات الأحداث في مدينة أشرفية صحنايا جنوب دمشق، التي شهدت هذا الأسبوع مواجهات طائفية عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، وكشفت هشاشة الأمن في المنطقة رغم سيطرة الحكومة الجديدة.

وبحسب التقرير، توصل قادة الطائفة الدرزية في المدينة إلى اتفاق مع السلطات الحكومية يتضمن تسليم السلاح ودمج عدد من المقاتلين المحليين في صفوف القوات الحكومية، وذلك مقابل وعود بالتحقيق في الانتهاكات التي وقعت خلال الاشتباكات، وتقديم ضمانات أمنية للسكان.

وقالت الصحيفة إن الاتفاق جاء بعد أن رفضت الميليشيات الدرزية في السابق الانضواء تحت لواء الحكومة الإسلامية الجديدة، خوفًا على أمن الطائفة، لكن تصاعد العنف خلال الأيام الأخيرة دفع القادة الدينيين إلى إعادة الحسابات. وقد نقلت الصحيفة عن الشيخ أبو ربيح حاج علي قوله: "لا نريد أن نكون ضد الدولة، يجب أن نحب بعضنا بعضًا".

ويشير التقرير إلى أن تسجيلًا صوتيًا مفبركًا نُسب زورًا لأحد مشايخ الدروز تضمن إساءة للنبي محمد، ما أثار موجة تحريض وهجمات على الدروز من قبل متطرفين سنة، بينهم فصائل لا تزال خارج سيطرة الحكومة، وشاركت في الهجوم على المدينة.

وشهدت المدينة قصفًا بالقذائف والطائرات المسيّرة، ما دفع السكان للاختباء، وسط تقارير عن انقسام في الرأي العام الدرزي بين من يدعم تسليم السلاح والتسوية، ومن يرى في الميليشيات المحلية ضرورة لحماية المجتمع في ظل انعدام الثقة بالسلطات.

وذكر التقرير أن الحكومة أفرجت عن 32 معتقلاً من أبناء المنطقة كبادرة حسن نية، فيما لا تزال بعض العائلات تتشكك في نوايا السلطة.

يُشار إلى أن أشرفية صحنايا كانت مثالًا للتعايش الطائفي في الجنوب السوري، لكن ما جرى هذا الأسبوع أعاد التوتر إلى الواجهة، في بلد لا تزال هويته الوطنية تتصدع تحت وطأة العنف والانقسام.