دياكو يفضح شبكة النظام الإيراني في السويد: حيدري وطوسي نجاد في قلب المؤامرة

السوري اليوم
الأحد, 27 أبريل - 2025
عناصر من الشرطة السويدية
عناصر من الشرطة السويدية

فجّر موقع “دياكو” السويدي صدمة واسعة بكشفه شبكة عملاء تابعة للنظام الإيراني، يقودها كل من محمد حيدري وشايان طوسي نجاد، اللذين تسللا إلى السويد تحت غطاء اللجوء الديني، بينما كانا على ارتباط مباشر بالحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات الإيرانية.

التحقيق ألقى الضوء على تهديد خطير يستهدف الأمن السويدي والجالية الإيرانية المعارضة.

بداية القصة: اللجوء المزيف

في عام 2016، ادعى محمد حيدري اعتناقه المسيحية في إيران، وتعرضه للتعذيب والسجن قبل فراره إلى السويد. ورغم الشكوك التي أبدتها دائرة الهجرة السويدية، منح اللجوء واستقر في مدينة كريستينهامن.

هناك، اقترب من كنيسة “بيت لحم”، حيث تلقى دعماً اجتماعياً ومادياً، وانضمت إليه عائلته لاحقاً.

باسم مستعار هو “بهنام حيدري”، شارك في فعاليات دينية ونشر محتوى مسيحي عبر “فيسبوك”، محاطًا بمئات اللاجئين من أوساط الجاليات الإيرانية.

نشاطات سرية لصالح النظام

خلف هذا الغطاء، أدار حيدري نشاطًا سريًا باسمه الحقيقي عبر قنوات “يوتيوب” و”تيك توك”، ضمن مجموعة أطلق عليها “انضموا إلينا”.

رغم تبنيها شعارات قومية، كانت المجموعة تتلقى تمويلاً وإدارة مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، بإشراف حيدري وشايان طوسي نجاد.

التحقيق أشار إلى أن المجموعة تورطت في تهديد المعارضين بعبارات تحريضية مثل “غرس الورود على قبورهم”، مع توجيه مباشر من طهران.

طرد حيدري وكشف ارتباطه بطهران

عقب تحقيقات أجرتها دائرة الأمن السويدي (SAPO)، تم طرد حيدري وعائلته من البلاد.

وفي حديث مع موقع دياكو، نفى حيدري مسيحيته ووصف المسيحيين بـ”الكذابين”، مدعيًا أنه “ضحية لمجاهدي خلق”، لكن الأدلة أكدت صلته الوثيقة بالنظام الإيراني.

طوسي نجاد: الهروب والعودة إلى إيران

أما شايان طوسي نجاد، فقد ادعى تواريه في شمال السويد. غير أن الوثائق كشفت سفره المتكرر إلى إيران، خاصة بعد إصدار الحكم بالمؤبد على حميد نوري.

طوسي نجاد شارك مع مجيد نوري في فعاليات بطهران، كما نظما تجمعات مضادة لمنظمة مجاهدي خلق أمام البرلمان السويدي والمحكمة، ونشرت فعالياتهم عبر “هابيليان”، الواجهة الإعلامية للاستخبارات الإيرانية.

هابيليان: ذراع الإعلام الموجه للنظام

أكد تحقيق دياكو أن مؤسسة “هابيليان” تستخدم لتشويه المعارضة الإيرانية، خصوصاً مجاهدي خلق، عبر بث الدعاية الرسمية للنظام.

وقد دعم حيدري وطوسي نجاد بشدة رئيسي، عضو “لجنة الموت”، بينما تهربا عند مواجهتهما، زاعمين أنهم “يحاربون مجاهدي خلق” دون صلة مباشرة بالنظام.

التداعيات الدولية: إيران تحت الضغط

تأتي هذه الفضائح بينما تواجه إيران ضغوطًا متزايدة في مفاوضات الملف النووي.

وفي ظل التحولات الإقليمية، قد تضطر طهران إلى تقليص دعمها للحوثيين في اليمن مقابل تخفيف الضغوط الدولية، مما قد يفتح باب التسوية السياسية هناك، إلا أن النظام الإيراني لا يزال متردداً خوفًا من فقدان نفوذه.

دعوة للمحاسبة

حذرت المقاومة الإيرانية من خطورة هذه الشبكات، وطالبت الحكومة السويدية بطرد عملاء النظام وإبطال وثائقهم الرسمية.

وأكدت المقاومة أن كشف هذه الشبكات يعزز الجهود الدولية الرامية لإسقاط نظام ولاية الفقيه، وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.