احتجاجات متصاعدة في إيران: مطالب معيشية تتحول إلى دعوات لإسقاط النظام

السوري اليوم
الاثنين, 21 أبريل - 2025
احتجاجات إيران
احتجاجات إيران

تتسع رقعة الاحتجاجات الشعبية في إيران، مع تصاعد الغضب الجماهيري في مدن عدة، من بينها طهران، الأهواز، شوش، أصفهان، كرمان وورزنه، حيث خرج المتظاهرون إلى الشوارع رفضًا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي فاقمت من معاناة الإيرانيين. ومع تفاقم الأوضاع المعيشية، تحوّلت هتافات المتظاهرين من المطالبة بتحسين الأوضاع إلى دعوات صريحة لإسقاط النظام، ما يعكس عمق الأزمة التي تعيشها البلاد.

في طهران، تجمّع متقاعدو الضمان الاجتماعي أمام مقر المنظمة، مطالبين بالإفراج عن العمال المعتقلين، مرددين شعارات مثل: «العامل السجين… يجب أن يُحرر». كذلك نظم موظفو مترو العاصمة وقفة احتجاجية على خلفية تأخر الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية، رافعين شعار: «كفى وعودًا فارغة… موائدنا خالية!».

وفي سوق طهران، أغلق عدد من التجار محالهم احتجاجًا على تدخلات منظمة الأوقاف في شؤونهم التجارية، وسط هتافات غاضبة من بينها: «مدّ اليد إلى السوق يعني اللعب برزق الناس!».

الأهواز وشوش وكرمان شهدت أيضًا مظاهرات حاشدة من قبل المتقاعدين، الذين نددوا بما وصفوه بـ”نهب الحقوق”، مطالبين بإنصافهم في الرواتب والمعاشات. وهتف المحتجون في الأهواز: «كلّ هذا الظلم، لم تشهده أمة من قبل!»، فيما ردد متقاعدو شوش: «نحن جياع ومرهقون!»، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية. وفي كرمان، طالب متقاعدو الصلب الحكومة بالوفاء بوعودها، قائلين: «يا حكومة كاذبة، أين وعودك؟».

أصفهان لم تكن بمعزل عن هذا الحراك؛ حيث نظّم عمال شركة الصلب مظاهرة بالتوازي مع احتجاجات في منطقة ورزنه، حيث رفع الفلاحون صوتهم ضد اعتقال زملائهم، احتجاجًا على مشاريع نقل المياه التي وصفوها بأنها تصب في مصلحة مؤسسات النظام على حساب المناطق الزراعية.

الفقر وقود الغضب الشعبي

تأتي هذه التحركات في وقتٍ تشهد فيه إيران أزمة اقتصادية غير مسبوقة، مع تدهور قيمة الريال وارتفاع معدلات التضخم. وتُتهم مؤسسات خاضعة لسيطرة المرشد الأعلى، مثل “هيئة تنفيذ أمر الإمام خميني” و”مؤسسة المستضعفين”، باستنزاف موارد البلاد لتمويل المشاريع الإقليمية والبرنامج النووي، على حساب رفاهية المواطنين.

ضغط داخلي وخارجي متزامن

سياسيًا، يتزامن الغليان الداخلي مع تصاعد الضغوط الدولية على طهران، خصوصًا في الملف النووي. وتشير مصادر دبلوماسية إلى احتمال اضطرار إيران لتقليص دعمها لحلفائها في اليمن، وخصوصًا الحوثيين، مقابل تخفيف العقوبات الغربية، في ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الصراع اليمني.

نحو انتفاضة شاملة؟

توسّع دائرة الاحتجاجات، وتحوّل المطالب من تحسين المعيشة إلى إسقاط النظام، يشير إلى دخول إيران مرحلة جديدة من الحراك الشعبي. مراقبون يرون أن البلاد تقترب من انتفاضة شاملة، في ظل عجز النظام عن تقديم حلول واقعية للأزمات المتراكمة، وتآكل شرعيته أمام الشارع الغاضب.