في خطوة تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي ومواجهة محاولات تفكيك النسيج السوري، بدأت "لجنة السلم الأهلي" في سوريا بتوسيع نشاطها من خلال تشكيل لجان مجتمعية فرعية، كان أولها في مدينة بانياس بريف طرطوس.
وتضم اللجنة الفرعية في بانياس 20 عضواً من ممثلي مختلف المكونات الاجتماعية، تم اختيارهم بالتشاور مع الأهالي، بما يضمن توازناً في التمثيل الجغرافي والاجتماعي والجندري. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود اللجنة لتكريس العمل الأهلي المشترك، وتفعيل دور المجتمع المحلي في بناء جسور الثقة بين مكوناته.
وتهدف اللجان الجديدة إلى دعم مهمة اللجنة الرئيسية التي أُنشئت بقرار رئاسي، من خلال تنفيذ أنشطة ميدانية تسهم في تعزيز الحوار المجتمعي ومواجهة التوترات المزمنة التي تسببت بها سنوات طويلة من السياسات الإقصائية والتجاذبات الطائفية.
وكشفت مصادر مطلعة من داخل اللجنة لصحيفة الشرق الاوسط عن توجه نحو مأسسة هذا الجهد الأهلي، من خلال إنشاء مكاتب متخصصة تعنى بتوثيق الانتهاكات، وإعداد الدراسات، والتواصل الإعلامي، وتنسيق النشاط المجتمعي، بما يضمن استمرارية العمل وتأثيره الإيجابي على الأرض.
وأكدت اللجنة أن من أبرز أولوياتها معالجة الشرخ الطائفي الذي تعاني منه بعض المناطق، والذي تفاقم نتيجة تراكمات تاريخية وسياسات ممنهجة. وأوضحت أن التصدي لهذه التحديات لا يكون إلا عبر عمل مؤسساتي طويل الأمد، يشمل المجتمع المدني والشخصيات المؤثرة على المستوى المحلي، في إطار مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار لمفهوم السلم الاهلي.