رحيل بطل الألغام في دير الزور.. محمد الأحمد الحسين يفقد حياته وهو يحمي أبناء بلدته

السوري اليوم
الأربعاء, 26 مارس - 2025
بطل الألغام في صورة تذكارية أمام مجموعة من الألغام التي فككها
بطل الألغام في صورة تذكارية أمام مجموعة من الألغام التي فككها

في حادثة مأساوية، فقد الشاب محمد الأحمد الحسين، المعروف بلقب "أبو دباك"، حياته أثناء محاولته تفكيك لغم أرضي في بلدة محكان بريف دير الزور الشرقي، ليكون بذلك آخر ضحايا الألغام التي لا تزال تحصد الأرواح في سوريا.


رحلة شجاعة بدأت بالمأساة


لم يكن محمد مجرد راعٍ للأغنام، بل كان بطلاً في عيون أبناء بلدته. فقد والديه في انفجار لغم أرضي، ولم يشأ أن يعيش غيره المصير نفسه، فقرر التصدي لهذه الأخطار بنفسه. رغم قلة الإمكانيات وخطورة المهمة، تطوع لتفكيك مئات الألغام، غير آبه بالمخاطر، في محاولة لحماية السكان من الموت الكامن تحت التراب.

كان محمد يعمل بصمت، يحمل في قلبه إصرارًا لا يعرف التراجع، فأنقذ حياة الكثيرين، لكنه في النهاية دفع حياته ثمنًا لمهمته النبيلة.

الألغام تواصل حصد الأرواح

ووفقًا لتقرير صادر عن الدفاع المدني السوري، فإن 68 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا و3 سيدات، فقدوا حياتهم، فيما أصيب 105 آخرون، من بينهم 38 طفلًا، خلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني 2024 حتى 1 آذار الجاري، بسبب انفجار مخلفات الحرب والألغام في سوريا.

رحل محمد، لكنه ترك خلفه إرثًا من الشجاعة والتضحية، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة أهل بلدته كبطل لم يحتمِ، بل تصدى للخطر حتى الرمق الأخير.