تصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا: مخاوف من مواجهة محتملة في سوريا

التحرير
الاثنين, 24 مارس - 2025
المصدر: مواقع تواصل
المصدر: مواقع تواصل

كشف موقع "واللا" العبري، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن احتمالية اندلاع صدام مباشر بين إسرائيل وتركيا داخل الأراضي السورية أصبحت مسألة وقت لا أكثر.

وبحسب التقرير، عقدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الاجتماعات لمناقشة التطورات المتسارعة في سوريا، وسط تقارير عن سعي القيادة السورية الجديدة لإعادة بناء منشآت عسكرية وتطوير قدراتها الدفاعية والصاروخية بالقرب من الحدود الجنوبية لإسرائيل.

كما أشار التقرير إلى وجود محادثات بين دمشق وأنقرة حول نقل السيطرة على مناطق بالقرب من تدمر إلى الجيش التركي، مقابل تقديم دعم اقتصادي وعسكري للنظام السوري. وأفادت المصادر بأن إسرائيل تنظر بقلق بالغ إلى هذا التوسع التركي في شرق حمص، إذ قد يمكّن أنقرة من تعزيز وجودها العسكري وصولاً إلى الجنوب السوري، ما قد يفتح الباب أمام احتكاك مباشر مع إسرائيل.

في السياق ذاته، أفادت القناة 12 العبرية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يجري مشاورات أمنية لمتابعة النفوذ التركي المتزايد في سوريا، مؤكدةً أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تلقّت توجيهات للتشديد على أن المواجهة العسكرية بين الطرفين باتت "أمراً محتوماً".

من جانبها، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريراً استند إلى تقييم أمني قُدّم إلى نتنياهو في يناير الماضي، محذراً من أن التحالف السوري-التركي قد يشكل تهديداً استراتيجياً أكبر من التهديد الإيراني، ما يستدعي استعداداً إسرائيلياً لمواجهة محتملة.

وفي تصريح لقناة "الجزيرة"، قال مصدر أمني إسرائيلي إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يسعى إلى تقييد حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

على الجانب التركي، دانت وزارة الخارجية أنقرة في ديسمبر 2024 التدخلات الإسرائيلية في سوريا، واعتبرتها انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974. كما شددت على أن إسرائيل "تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي في وقت يلوح فيه أمل بإنهاء الأزمة السورية".

وفي تصريح لاحق، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تل أبيب تستخدم ذرائع أمنية لإشعال التوتر في المنطقة، مضيفاً أن سياساتها تهدف إلى تعزيز نفوذها عبر التصعيد العسكري في سوريا، لبنان، والأردن.

ورغم تصاعد المخاوف، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن إسرائيل لا تسعى إلى صدام عسكري مع أنقرة داخل سوريا، مشيراً إلى أن الاجتماع الأمني الذي سيعقد في تل أبيب سيناقش "التأثير التركي المتزايد" في سوريا عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي.

ومع استمرار هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى الاجتماع الأمني المرتقب في إسرائيل، والذي سيسلط الضوء على سبل التعامل مع النفوذ التركي المتصاعد، وسط تساؤلات حول إمكانية تفادي المواجهة أو حتميتها.