تستثمر شركة "ميتا" بشكل كبير في تطوير الروبوتات البشرية، حيث تشكل فريقاً جديداً ضمن قسم "المختبرات الواقعية" لديها، بهدف إنشاء روبوتات قادرة على أداء الأعمال المنزلية والمهام البدنية. ويعتبر هذا التوجه خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال تقليل الأعباء المنزلية.
وتستند "ميتا" في هذا المشروع إلى نموذج الذكاء الاصطناعي "لاما"، الذي سيقوم بدور محوري في تطوير الروبوتات. من خلال دمج "لاما" مع تقنيات الروبوتات، تأمل الشركة في إنشاء أنظمة ذكية قادرة على فهم الأوامر اللغوية الطبيعية والتفاعل مع المستخدمين بشكل أكثر سلاسة. وبالتالي، يمكن للمستخدمين إعطاء تعليمات معقدة مثل "اذهب إلى منطقة التخزين" أو "انتقل إلى محطة الشحن"، مما يعزز من قدرة الروبوتات على العمل بشكل مستقل.
وتركز المرحلة الأولى من المشروع على الأعمال المنزلية، حيث تسعى "ميتا" إلى تطوير روبوتات تستطيع القيام بمهام مثل التنظيف والطهي والتنظيم. إن اختيار هذه المهام الشائعة يعكس حاجة واسعة النطاق لدى الأسر، كما أنه يتيح المجال لتطبيقات أكثر تقدماً في المستقبل. وتستند الشركة إلى قاعدة بيانات ضخمة تضم 100,000 مهمة، بالإضافة إلى استخدام واجهات الواقع المختلط لتعزيز التعاون بين الإنسان والروبوت.
فيما يتولى قيادة هذا المشروع مارك ويتن، الذي كان يشغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "كروز" التابعة لشركة "جنرال موتورز". يتمتع ويتن بخبرة واسعة من خلال عمله في شركات مثل "أمازون" و"يونيتي سوفتوير"، ومن المتوقع أن تسهم قيادته في دفع الابتكار في جهود "ميتا" في مجال الروبوتات البشرية. كما تخطط الشركة لتوظيف حوالي 100 مهندس بحلول عام 2025 لتعزيز هذا المشروع.
ومما يتضح، أن استثمار "ميتا" في الروبوتات البشرية يمثل خطوة جريئة نحو مستقبل يعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مما قد يسهم في تغيير الطريقة التي نعيش بها ونتفاعل مع الأجهزة من حولنا.