خطة ترامب لتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تثير تنديدا دوليا

الأربعاء, 5 فبراير - 2025
شاطىء غزة
شاطىء غزة

ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض الحائط بسياسة أمريكية متبعة منذ عقود حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأثار انتقادات لاذعة عندما قال إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد “إعادة توطين” الفلسطينيين في أماكن أخرى..

وأثارت هذه الخطوة الصادمة تنديدات دولية.

فلسطينيا:

غزة

 رفض سكان غزة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على القطاع الفلسطيني ونقلهم خارجه، وتعهدوا بعدم مغادرة أنقاض منازلهم في القطاع الساحلي الذي يريد ترامب تحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط"

وقال سمير أبو باسل من مدينة غزة عبر أحد تطبيقات التراسل “خلي ترامب يروح ع جهنم هو وأفكاره وأمواله وكل اللي بيفكر وبيعتقد فيه. إحنا مش راح نروح أي مكان. إحنا مش جزء من أملاكه وعقاراته”.

وأضاف أبو باسل وهو أب لخمسة أبناء ونزح من منزله قرب جباليا في شمال قطاع غزة “الشي الأسهل ليحل الصراع إنه ياخد الإسرائيليين ويحطهم عنده، يسكنهم عنده في إحدى الولايات. هم الأغراب مش الفلسطينيين. إحنا أصحاب الدار. وقالت أم تامر جمال (65 عاما) الأم لستة أبناء لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “ما راح نترك أرضنا، وما راح نسمح بنكبة تانية، إحنا ربينا أولادنا وعلمتهم أنه ما يسمحوا بحدوث نكبة تانية، وقالت من مدينة غزة “هاد (ترامب) واحد مجنون، ما تركنا غزة تحت القصف والتجويع، كيف بيفكر أنه يطلعنا يعني؟ ما راح نروح أي مكان.

حماس

وذكر سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأربعاء أن تصريحات ترامب “سخيفة”.

وقال لرويترز “تصريحات ترامب حول رغبته بالسيطرة على غزة سخيفة وعبثية، وأي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة”. وأكد أن حماس تظل ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وضمان إنجاح مفاوضات المرحلة الثانية منه.

السلطة الفلسطينية

أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفضه التام لخطط التهجير القسري لسكان غزة ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل من أجل “حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني، والحفاظ على حقوقه”.

وقال عباس “هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية".

حركة فتح

دعا أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب إلى بناء جبهة فلسطينية موحدة لمواجهة محاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة مع عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية من أجل مراجعة جميع الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.

وقال الرجوب في مقابلة مع قناة النيل للأخبار المصرية يوم الأربعاء “الموضوع يبدأ بتصليب الموقف الوطني الفلسطيني، وبناء جبهة فلسطينية موحدة لتفعيل العمل الإقليمي والعمل الدولي”.

كما حث على “الدعوة إلى قمة عربية في أقرب وقت ممكن لمراجعة كل الاتفاقات والعلاقات مع هذا الاحتلال، وتوحيد الجهد المستقبلي في المحافل الدولية لتجريم هذا الاحتلال”.

واقترح أن يكون من مخرجات هذه القمة “عرض تطبيع وسلام شامل لكل الدول العربية مقابل إنهاء إسرائيل لاحتلال الأراضي العربية، لبنان، سوريا، وفلسطين، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 والقدس عاصمتها، وحل مشكلة اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة”.

ومن المقرر أن ينعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالعاصمة العراقية بغداد في نهاية شهر أبريل نيسان.

عربيا

قال العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الأربعاء إنه يرفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين.

جاءت التصريحات بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، وتتولى تنمية القطاع اقتصاديا.

وأثارت اقتراحات ترامب إدانة دولية واسعة النطاق.

وذكر البلاط الملكي الهاشمي في منشور على إكس “جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد ضرورة وقف إجراءات الاستيطان (الإسرائيلية) ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين”.

وأكد الملك عبد الله، أثناء استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على الدعم الأردني الكامل للفلسطينيين.

ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني مع ترامب في البيت الأبيض في 11 فبراير شباط

السعودية

ورفضت السعودية، التي تتمتع بثقل إقليمية خطة ترامب، وذكرت أن موقفها ثابت وهو حل الدولتين وبناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ويأمل ترامب في أن تبرم اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مصر

أعلنت مصر في الأسبوع الماضي رفضها للمقترح الأمريكي بإعادة توطين سكان غزة في دول مجاورة

وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يوم الأربعاء أن موقف مصر “ثابت حيال القضية الفلسطينية” مع استمرار الجهود المصرية لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما في ذلك تبادل الرهائن ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف “تحرص الدولة المصرية على التنسيق المستمر مع الدول العربية وجميع الأصدقاء من مختلف دول العالم لمواجهة التحديات المختلفة” مشيرا إلى اتصالات هاتفية جرت مؤخرا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة ورؤساء الدول والحكومات منهم الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن والملك حمد بن عيسى ملك البحرين.

دوليا

تركيا

وصفت تركيا تصريحات ترامب بأنها “غير مقبولة”. وقالت فرنسا إن ذلك يهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

بريطانيا

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الأربعاء إنه ينبغي السماح لسكان غزة بالعودة إلى ديارهم وإعادة بنائها. وقال ستارمر أمام البرلمان بينما يستجوبه أعضاء البرلمان “يجب السماح لهم (الفلسطينيون) بالعودة إلى ديارهم، ويجب السماح لهم بإعادة البناء، ويجب أن نكون معهم في إعادة البناء هذه في سبيل حل الدولتين".

ألمانيا

قال متحدث باسم الحكومة الألمانية للصحفيين يوم الأربعاء إن ألمانيا تواصل العمل مع شركائها الدوليين من أجل التوصل إلى حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الأربعاء إن قطاع غزة ملك للفلسطينيين وإن طردهم منه سيكون غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي.

وذكرت بيربوك في بيان “هذا من شأنه أيضا أن يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة”، مضيفة “يجب ألا يكون هناك حل يتجاهل الفلسطينيين.

روسيا واسبانيا وايرلندا

وقالت روسيا وإسبانيا وأيرلندا إنها لا تزال تؤيد حل الدولتين الذي شكل أساس السياسة الأمريكية في المنطقة لعقود، وينص على أن غزة ستكون جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية تشمل الضفة الغربية المحتلة.

الصين

وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده “تعتقد دوما أن المبدأ الأساسي هو أن الفلسطينيين يحكمون فلسطين فيما يتعلق بالحكم بعد الصراع” مضيفا أن بكين تؤيد حل الدولتين.

ووجهت فرنسا انتقادات لاذعة وقالت إن التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملا رئيسيا لزعزعة استقرار المنطقة

البرازيل

وقال الرئيس البرازيلي سيلفا دو لولا “تحتاج الولايات المتحدة إلى العالم أيضا. وينبغي لها أن تعيش في وئام مع البرازيل والمكسيك والصين. ولا يمكن لأحد أن يعيش على التبجح طوال الوقت وإطلاق التهديدات طوال الوقت، ورفض الاقتراحات الامريكية بتهجير الفلسطينيين من غزة وأكد على حل الدولتين.

الأمم المتحدة

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف في بيان لرويترز “من المهم أن نتحرك نحو المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، لإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين بشكل تعسفي وإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.