العضلات الأذنية في البشر.. وظيفة خفية قد تُحدث ثورة في تقنيات السمع

الثلاثاء, 4 فبراير - 2025

في اكتشاف علمي مثير، كشفت دراسة حديثة أن العضلات الأذنية التي اعتُقد لفترة طويلة أنها عديمة الفائدة في البشر، تُظهر نشاطًا أثناء محاولة التركيز على الأصوات في البيئات الصاخبة. هذه العضلات، التي كانت تُستخدم من قبل أسلافنا لتوجيه الأذن نحو مصادر الصوت، ما زالت تعمل بشكل خفي لمساعدة الإنسان على التركيز السمعي، وفقًا لبحث نُشر في مجلة "Frontiers in Neuroscience".

تفاصيل الدراسة

أجرى فريق من الباحثين في جامعة سارلاند في ألمانيا تجارب على 20 مشاركًا يتمتعون بسمع طبيعي. تم توصيل أقطاب كهربائية بالعضلات الأذنية للمشاركين، بينما استمعوا إلى كتاب صوتي مع وجود أصوات مشتتة في الخلفية. تم تقسيم التجارب إلى ثلاث مستويات من الصعوبة، حيث تم زيادة حجم الأصوات المشتتة وتغيير اتجاهها لقياس مدى نشاط العضلات الأذنية.

وجد الباحثون أن العضلة الأذنية العلوية (superior auricular muscle) كانت أكثر نشاطًا عندما واجه المشاركون صعوبة في التركيز على الكتاب الصوتي بسبب الأصوات المشتتة. بينما تفاعلت العضلة الأذنية الخلفية (posterior auricular muscle) مع تغيير اتجاه الصوت، مما يشير إلى دورها المحتمل في تحديد مصدر الصوت.

وفقًا للدكتور أندرياس شرور، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإن هذه العضلات تعمل كجزء من آلية تركيز الانتباه، خاصة في البيئات الصاخبة. ومع ذلك، فإن الحركات الصغيرة التي تولدها هذه العضلات لا تُحدث فرقًا ملحوظًا في السمع، لكنها قد توفر مقياسًا موضوعيًا لقياس الجهد السمعي.

مالذي نستفيده مما سبق؟

يمكن أن يكون لهذا الاكتشاف تطبيقات مهمة في تطوير أجهزة السمع الذكية. فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة السمع المستقبلية أن تراقب نشاط العضلات الأذنية لتعديل مستوى التضخيم تلقائيًا بناءً على جهد المستخدم في التركيز.